253

Bismarck: Rayuwar Mayar da hankali

بسمارك: حياة مكافح

Nau'ikan

وبسمارك لكي يتمكن من اللعب ضد أوروبة لم ينظر إلى مصالحه المالية الشخصية فلم يشر بعد ذلك سندات أجنبية، ولم يحدث في أي وقت كان - في ذلك الحين أو قبله أو بعده - أن صنع بسمارك كما فعل هولشتاين وغيره مؤخرا فاهتدى في شئونه المالية وأموره السياسية بسير الأسعار في المصفق،

4

بل كان يكتفي بقائمة الحساب التي يقدمها بليشرودر إليه في كل عام، ومن الصحيح أن كان مصنعه الورقي بفارزين يقوم ببعض طلبات الدولة، ولكن مستأجره كان لا يأخذ سوى أدنى الأثمان، وذلك من غير أن يكون لبسمارك أقل فائدة شخصية من وراء ذلك، وما وجهه الضابط بوتكامر من تهمة إلى بسمارك فيسقط من تلقاء نفسه أيضا.

واستطاع بسمارك أن يتوارى وراء تلك الوكالة العامة فيصوب إلى خصومه في الريشتاغ ضربات قاتلة، ومن ذلك قوله: «إذا ما بلغت جريدة كجريدة كروززايتنغ من القحة ما وجهت به أفظع إفك وأكذب بهتان إلى أناس من ذوي المقامات العالية في العالم فوضعتهما في قالب لا يمكن معه أن يرفع أمرهم إلى القضاء، وأثارت بهما - مع ذلك - ريبا حول شرف هذا أو ذلك الوزير في أعماله؛ وجب علينا تجاه هذا الزور أن نؤلف جميعا جبهة واحدة فلا يشجع كل واحد هذه الجريدة بالاشتراك فيها، وكل واحد يحفظ هذه الجريدة يكون شريكا فيما تنشره من افتراء وأكاذيب.»

ولكن الأشراف «أبناء العم» يتحدونه؛ فقد برز ستة وأربعون من حملة الألقاب، وقد انضم إليهم مئات كثيرة من الإكليروس فيما بعد، فصرحوا من فورهم في كروززايتنغ بأنهم أنصار مخلصون للراية الملكية المحافظة، وبأنهم لا ينفصلون عن صحيفتهم هذه «وبأن مستشار الإمبراطورية إذا كان يشك في صدق مشاعرنا النصرانية فإننا نترفع عن مجادلته كما نترفع عن قبول نصائحه عن الحشمة والشرف»، ومن موقعي ذلك ترى أسماء فيدل وزيتزيفتز ومارفيتز وسهرتوس وغوتبرغ وأسماء أقدم أصدقاء بسمارك مثل بلانكنبرغ وكليست ريتزوف، والشيخ تادن-تريغلاف «مع الأسف العظيم».

وهكذا تبصر أولئك الذين أيدوا بسمارك في مغامرات شبابه يعادونه مغاضبين في كمال رشده حين أصبح أقوى رجل في الإمبراطورية، وينشر بسمارك قائمة «المصرحين» هؤلاء في جريدة «رايخسانزيجر» معلنا أنهم يثبتون عداءهم للدولة بحملتهم على شخصه، وبسمارك بعد هذه الضربة الشديدة ينفصل عن طبقته لعدة سنوات.

وجرح كرامة الشريف بسمارك أشد مضا من جرح القطب السياسي بسمارك، ولا يحمل بسمارك حبا خاصا لأشخاص أولئك الموقعين، ولكن بسمارك ينظر إلى الأمر قائدا فيعد الزمرة أو الطبقة التي ينتسبون إليها درة

5

له فيجدهم قد خانوه، ويمس بسمارك في كبريائه، «ومتى قطعت بغتة صلة المرء بالذين يعدهم أكفاءه لأسباب شخصية أكثر من أن تكون مادية، ولأسباب حقيرة أكثر من أن تكون شريفة، ومتى قاطع الوزير جميع من كانوا أصدقاء له حتى ذلك الحين فعومل عدوا فغدا وحيدا، لا يمكن هذا الغزو أن يؤدي إلى غير زيادة همومه الرسمية وقلب أعصابه وربك عاداته، ومن كان في سني فأيقن أنه لن يعيش طويلا ثم رأى فقده لجميع أصدقائه القدماء ورأى قطع جميع ما يربطه بهم من قديم الصلات استحوذ عليه قنوط عميق يعدل العزلة التامة، فكيف إذا أضيف إلى ذلك ما يساورني من الغم حول صحة زوجتي؟»

ويكشف غضب بسمارك عن أحط الدوافع في كل واحد من أعدائه، فلما رجع البصر مع أحد خلصائه إلى جدول الأشراف الذين صوتوا ضد قانونه الكنسي تناول اسم كل واحد منهم بقلمه الرصاصي الضخم، وقال مخاطبا نفسه على طريقة فالنشتاين:

Shafi da ba'a sani ba