Bismarck: Rayuwar Mayar da hankali

Cadil Zucaytar d. 1377 AH
195

Bismarck: Rayuwar Mayar da hankali

بسمارك: حياة مكافح

Nau'ikan

12

فيما مضى؛ فما عليك إلا أن تتأبط ذراع زوجك وأن تدخل نفسك إلى حجيرة معها، وأن تصل إلى المحطة في عشرين دقيقة وأن تبلغ برلين في ثلاثين ساعة، ثم تكون هنا بعد رحلة نصف نهار، وفي ذلك روعة، وسنطير فرحا أنا وزوجتي وابنتي وأولادي، وسنكون من المسرة ما نعيد به مرح سالف الأيام، وقد بلغت هذه الفكرة من الأخذ بمجامع قلبي ما يمكن أن يؤدي رفضك معه إلى مرضي فيكون لهذا تأثير جالب للنوائب في الوضع السياسي، صديقك المخلص.»

ولموتلي وهب بسمارك ما في فؤاده من حب حقيقي، ويمازج حب بسمارك لزوجه غبطة المالك، ويحب بسمارك هذا الأمريكي بلا داع ولا غرض، وترجع صداقة بسمارك القلبية لهذا الأمريكي إلى أيام بلوغه السابعة عشرة من سنيه، ويدوم ولوع بسمارك بهذا الأمريكي جيلين دواما مطردا، ومن الجلي أن يكون موتلي قائما مقام شيء يتوق إليه بسمارك توق زيلتر إلى غوته، ويلوح موتلي لبسمارك بين الرجال كما تلوح ملفين له بين النساء؛ ذلك الشخص الإنساني المتزن الذكي البهيج المحنك الجدي التفكير، وليس من المصادفات أن يكون هذا المثال الألماني قد أغرم بهذا الصديق الذي هو من أبناء العالم الجديد.

وتألم حنة، ويسلب كل راحتها خوفها من محاولة قتل زوجها في ذلك الدور من الصدام، ويصفها في الغالب ب «الأرقة الخفاقة القلب والخائرة النفس»، ويرسلها وحدها إلى مدن المياه المعدنية، ويبدو عصبي المزاج من أجل نفسه ومن أجلها، وتبلغ الأربعين من عمرها فتضع مع توقيعها كلمة «الأم العجوز» إذا كتبت إلى أولادها، ويكبر أولادها فلا يمرضون إلا قيلا فتغدو أما لزوجها تماما فترقب صحته وتسكن روعه وتعنى به وتحميه، وتزهد في كل شيء، ولا تبالي برغائبها ولا بأهوائها ولا بآرائها الخاصة، ولا تقدم على نصيحته، ولا على إبداء مشاعرها له حتى بعد معركة كونيغراتز، وهي تعتصم بصديقها كودل لتعرف هل تستطيع أن تذهب حتى فينة فتشترك في «دخول هذه المدينة رسميا»، ولا يرى كودل من الحكمة أن يطلع الرئيس المهيب على ذلك، وهكذا تفنى حنة في حب زوجها، ومما وقع ذات مرة أن خرج بسمارك وزوجه وكيزرلنغ للنزهة، فسألها بسمارك عن ميلها إلى الدوام أو العود فأجابته بقولها: «اصنع كما يحلو لك، فليس لي غير إرادتك .» ولما انحرف مزاجه في فارزين ظلت «بجانبه ليل نهار خلا فترات الغداء والعشاء القصيرة، فأبدو هادئة قارئة أو عاملة أو معدة شيئا له، وتضنيه كل كلمة ينطق بها أو يسمعها فأصير نصف ميتة هلعا.»

والأولاد سلبيون أيضا، فلا يجرءون على شيء، وهو لا يطالبهم بشيء، وهو إذا ما ود أن تكتب ماري إليه أذعن عند علمه أن ذلك يشق عليها ابنة في السادسة عشرة من سنيها، وما يساوره من ذكريات فتائه الممض فيقوده إلى ترفيه أولاده، وما يمازج هذا الذي هو أكثر الناس نجاحا من حقد على العالم وسوء ظن به فأمر بان عندما قال لكيزرلنغ إنه لا يقترح أن يربى أبناؤه لخدمة الدولة؛ «وذلك لأنه ينظر إليهم نظر سوء في نهاية الأمر، وعليهم أن يحملوا صليبهم في هذا العالم»، وبينما يعلم في نقولسبرغ أن ألمانية منتظرة بأسرها يكتب إلى ابنه الأصغر في عيد ميلاده كتابا يبدؤه فيه بأنباء سياسية، وهو لم يلبث أن أبصر الورطة التي وقع فيها حين أصبح سياسيا ومربيا معا؛ وذلك لقوله: «إن على المرء في الحقل السياسي أن يتخلص من أقوى خصومه عند وجودهم، وذلك بما ينزله من الضربات، وعليه بعد ذلك أن يسلخ جلد أضعفهم، وفي الحياة الخاصة يعد هذا سلوكا مزريا بمن هو فارس.» والصحة والقوة هما ما يتمناه لأولاده، وإذا ما عن له أن يمدحهم فلما يراه من سواعدهم المفتولة، وقد اعترت الحيرة ضيفا شابا «حينما رأى مقدار ما يلتهمه بسمارك وأولاده، فهم كالأسد وأشباله!»

وتتوقف صحته على أعصابه، وتتوقف أعصابه على أشغاله، وأدويته عنيفة عنف حياته، وهو إذ كان يرغب عن حمل مظلة أو لبس جرموق،

13

وهو - إذ كان يركب عربة مكشوفة - لا يرجع إلى الأطباء عند مرضه، بل يكون طبيب نفسه، ومن فارزين كتب بلانكنبرغ يقول: «يغدو مرضه داء عضالا إذا داوم على حياة غير صحية كما في الماضي، فهو ينهض متأخرا كثيرا، وهو يطوف في الغابات كالحارس، وهو يتعشى في الساعة الخامسة أو الساعة السادسة أو الساعة السابعة، ثم يلعب لعبة البلياردو نصف ساعة، ثم يشتغل فيما لا بد منه حتى الساعة العاشرة أو الساعة الحادية عشرة، وهو يختم يومه بتناول حساء بارد، وهو يأرق لعسر الهضم، وهو يحدثني كأنه يبكي من كثرة همومه، وهو يقول: إن الناس هجروه غير تارك لي من الوقت ما أنطق فيه بكلمة واحدة، ثم يصاب بتشنج في المعدة؛ نتيجة لهذا الهياج.»

وهو لم يظفر بغير أكثرية خمسة أصوات في أمر خاص بميزانية هانوفر، «فيهزه هذا في فؤاده ويلم الألم برجليه ويقيء صفراء ويصاب بوجع الأعصاب من فوره»، وينذره رون بقوله غير المجدي: «أرى أن يكون لديك من ضبط النفس ما يكفي للتغلب على اندفاعك الطبيعي فتفرض على نفسك حياة جديرة بأبي الأسرة الألمانية المجيد! حقا يجب أن تقدر على ذلك!» وكلمة «يجب» هي ما يستطيع رفيق الجهاد رون وحده أن يخاطبه به، ولكن بلا طائل.

ويألم بسمارك عن نزق فطري من جزئيات الخدمة التي تقع في كل يوم أكثر مما بعظائم الأمور التي تقع في أوقات نادرة، وإذا نزل من السماء ماء متواصل بغاستن في يومين أو ثلاثة أيام فإنه يتذمر من ظهور جو المكان كجو المغسل، وهو يتجنن من الشلال بقرب الفندق، وهو بين الجبال يأسف على الآفاق الواسعة، وهو حينما تذكر له زوجه سحل

Shafi da ba'a sani ba