Bismarck: Rayuwar Mayar da hankali
بسمارك: حياة مكافح
Nau'ikan
وهنا - في الريف - تقف غباوة الضيوف نظر بسمارك أكثر مما في كل وقت، أجل، يمكن بسمارك أن يدعو إذا أراد أرجح الناس عقلا في ألمانية ليحادثهم ، ولكنك إذا عدوت زائريه من وزراء الدولة أو أمناء السر أو زعماء الأحزاب وجدته جالسا «بين اثني عشر قريبا يتصف ثلاثة منهم بالصمم ويتصف معظمهم بالصخب مع الكلام في وقت واحد، وبسمارك مع ذلك يبدي كبير أنس لكل واحد منهم، فيفتنون بهذا، فلا يعودون إلى منازلهم قبل منتصف الساعة الحادية عشرة»، ومما يحدث أحيانا أن يجيء كيزرلنغ أيضا، «فنجلس كلنا إذ ذاك على سرير سهل النقل، ونستمع بين حديث سار إلى عزيف فون كودل»، ومما يقع في الغالب أن يضنى فيسر إلى كودل بمقدار تعبه من رفيق صباه كيزرلنغ فيسر في نفسه من دنو الوقت الذي ينصرف فيه.
وموتلي هو صديق بسمارك المفضل في كل وقت، وإذا نظرت إلى الوجه الذي مال به قلب بسمارك إلى هذا الأمريكي الفرح الصريح، إلى هذا الرجل الأريب العالي الثقافة، أبصرت دليلا على صبوة
10
بسمارك إلى تسكين هياجه الطبيعي بتأمل ذوي الطبائع المنسجمة، وما كان الملك ولا حنة ليقوما بهذا الدور، وإن كان كلاهما ذا مكان خاص في نفسه، وإن كان يستثنيهما من ازدرائه لكل إنسان في الدنيا تقريبا، غير أن كل واحد من الملك وحنة عاطل من العذوبة والإنعاش والمبادرة، وتتصف زوجته بالحنان وعدم الدربة،
11
ويتصف الملك بالشيبة وشدة العناد، وعلى ما يتصفان به من الهدوء لم يكونا قادرين على إلقاء السكينة في فؤاده، وموتلي هو جوهر السلام، وموتلي شهم همام، وموتلي قانع بالعالم، وموتلي ساذج على سجيته، وموتلي ممتاز مخلص لبسمارك غير مطالب إياه بشيء، وموتلي هو - قبل كل شيء - أكثر استقلالا من كل إنسان يعرفه بسمارك، وموتلي هو الذي يستطيع بسمارك أن يركن إليه بين أناس من ذوي المكر والخرق، وموتلي هو صديق بسمارك. ولم يحدث أن كتب بسمارك كتبا إلى أحد بخط يده كما كتب إلى موتلي، ومع أن بسمارك يدع مئات الناس ومنهم أقرباؤه بلا جواب تجده يبادل موتلي بالرسائل باللغة الألمانية عادة، وباللغة الإنكليزية أحيانا، كالرسالة الآتية، وهي:
عزيزي جاك، أين أنت يا شاطر؟ وماذا تصنع ما دمت لا تكتب إلي سطرا واحدا؟ تراني عاملا من الصباح إلى الليل كزنجي، وليس لديك ما تعمل، فكان يمكنك أن ترسل إلي كلمة بدلا من أن تتأمل رجليك حين استنادهما إلى قضبان نافذة للرب عارفا بما في اللون من قتوم، ولا أقدر على الكتابة إليك بانتظام، ومما يحدث أن تمضي خمسة أيام من غير أن أجد ربع ساعة للنزهة، ولكن ما الذي يمنعك أيها الشيخ الشاب الكسلان من التفكير في الكتابة إلى صديقك القديم؟ وإني إذا ذهبت إلى السرير نظرت إلى ما لك أو إلى صورتك، وأمسكت عن المعيد العذب ونمت لأذكرك بأولدلانغ سينه، ولم لا تأتي إلى برلين أبدا، والأمر لا يعدل ربع رحلة عطلة أمريكي يقوم بها من فينة، ويسرني مع زوجتي أن نراك مرة أخرى في هذه الحياة الكئيبة، ومتى تحضر؟ ومتى تعزم على ذلك؟ أقسم لك بأنني سأجد من الوقت ما أذهب فيه معك إلى جهات لوجير فنشرب زجاجة راح في حانة جيرولت حيث لا يسمح لك بأن تضع ساقيك الدقيقتين على كرسي، علق السياسة وجئ، ومما أعدك به هو جعلي العلم يخفق فوق منزلنا، وسيدور حديثنا حول صب اللعنات مع الرحيق على العصاة، ولا تنس الأصدقاء القدماء ولا أزواج الأصحاب الأوفياء، وتود زوجي أن تراك مثلما أود، وإن لم تفعل ذلك فأسرع في إرسال كلمة بخطك، كن لطيفا، فإما أن تحضر وإما أن تسطر، ودم لصديقك.
بسمارك
وما كان من حذف كلمة «فون» من توقيعه هنا فلا مثيل له منذ سنة 1848.
ويعين صديق بسمارك الأمريكي ذلك سفيرا للولايات المتحدة بلندن، ويغدو قريبا من بسمارك بذلك، ومن فارزين يكتب بسمارك إليه قوله: «تفضل فسرنا بإرسال كوخك الأحمر إلى غابات بوميرانية، والأمر أهون على سائح مثلك يجاوز البحر المحيط الآن من هونه عليه في مجاوزة ما بين برلين وغوتنجن
Shafi da ba'a sani ba