درجات الكفر والجحد
غير أن الكفر والجحد والكبر يختلف ، فبعضه أعظم وأجل اثما وعقابا من بعض فمنه مايزيل عن الملة فيوجب سفك الدماء ، وإحلال المال والسبي, وبعضه يوجب الحدود التي ذكرها الله ، وليس ماأوجب الحدود مزيلا عن الملة ؛ لأنه لايجتمع وجوب سفك الدم والسبي وغنيمة المال واقامة الحدود في حال واحدة.
ومنها : مايوجب الأدب والزجر اللذين جاءت بهما السنة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولاينبغي أن يطلق لمسلم أن يقول لمسلم مثله : ياكافر وياجاحد عند معصية تكون منه فيسبق الى الأفهام والعقول أنه أراد الكفر والجحد المزيلين عن الملة ، ولم يرد الكفر بركوب معاصي الله وترك شكر نعمه ، وإن كان هذا الإسم واقعا على جميع الذنوب في اللغة والعقل.
وهذا بعض مايحضر مما روينا من الحديث في ذكر نعم الله عزوجل.
قال: حدثنا بشر بن عبدالوهاب ، قال : حدثنا وكيع بن الجراح ، قال: حدثنا سفيان الثوري عن رجل عن مجاهد :?وذكرهم بأيام الله? قال: أيام نعمه .
وبهذا الإسناد عن مجاهد :?وفي ذلك بلاء من ربكم عظيم? قال : نعمة من ربكم عظيمة .
قال: حدثنا بشر بن عبدالوهاب ، قال: حدثنا وكيع ، قال: حدثنا جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن ابي العالية قال: قول الله :?وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم? الى قوله:?ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون? قال: الكفر بالنعمة .
قال: حدثنا بشر قال: حدثنا وكيع ، قال: حدثنا مهدي بن ميمون عن شعيب بن الحبحاب عن الحسن قال: ?إن الإنسان لربه لكنود ? قال: الكفور الذي يعد المصائب وينسى نعمة ربه .
قال: وحدثنا بشر قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا الأعمش ، وسفيان عن زبيد عن مرة عن عبدالله ، قال: وحدثنا بشر: قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا اسرائيل عن ابي اسحاق عن عمرو بن ميمون :?اتقوا الله حق تقاته? قال: يطاع فلا يعصى ، ويشكر فلا يكفر ، ويذكر فلا ينسى.
Shafi 29