8
وكان الخلفاء مع ذلك يؤثرون الروميات والصقلبيات
9
وبنات الترك والعجم والمجلوبات السود أحيانا على الحرائر من بنات العم والخال، فيتخذونهن للفراش والخدمة وسياسة القصور ومجالس الأنس والمسرة، ولكنهن إن يلدن فليس أولادهن في اعتبار آبائهم إلا أبناء جوار، وإن كانوا في الذورة من الفضائل والحكمة وسياسة الأمور والشجاعة في الحرب، وكان أبناء العامة والخاصة من جواريهم في هذه المنزلة كذلك عند آبائهم وإخوتهم وأهليهم، فليس لهم عند أحد منزلة ابن العربية الحرة ...
من أجل ذلك أبعد مسلمة عن عرش بني مروان، وهو من إخوته - كما قال أبوه - «حكيمهم الذي عن رأيه يصدرون، وبابهم الذي منه يعبرون، ومجنهم الذي به يستجنون ...»
10
ومن أجل ذلك أيضا كتم النعمان بن عبيد الله عن أمه وأهله أمر امرأته سبيكة، فلم يحدثهم أنها أم ولد، كانت نصيبه من الفيء في بعض الغزوات، فحازها في داره حتى نضجت نضج الأنثى، وأحكمت العربية لسانا، وتشربت الإسلام دينا، فاتخذها أم ولد، ثم ترقى بها درجة فجعلها زوجا، ثم حملها إلى أهله لا يدرون من أمرها إلا أنها أم عتيبة بن النعمان!
لقد خشي النعمان أن يهجن أولاد عمومته ولده عتيبة حين يعرفون أنه لأم ولد رومية؛
11
فكذب تلك الكذبة الصامتة، ولم يتحدث إلى أهله بشيء من خبرها، وبعض الكذب لا تلفظه شفتان.
Shafi da ba'a sani ba