في سنة 1776 أرسل إلى كندا مع السيدين شاس
Chase
وكارول عابرا البحيرات قبل ذوبان الثلج، فعمل مع زميليه في كندا على إزالة بعض الشكايات مما كان له أثر في ضم الشعب إلى قضيتنا، وقدم هناك إلى الجنرال أرنولد وبعض خدام الكنجرس مبلغ ثلثمائة وثلاثة وخمسين جنيها ذهبا من ماله على ذمة الكنجرس كانوا في أمس الحاجة إليها، وكان لها نفع كبير في تلك الآونة في الحصول على الأزواد لجيشنا.
وقد كان حين تكليفه بهذه المهمة يجاوز السبعين، فشقت عليه مصاعب الرحلة؛ إذ كان يتنقل بين الغابات في ذلك الفصل القاسي من فصول السنة، ولم يكد يبل من مرضه حتى أمره الكنجرس بالسفر إلى فرنسا، فسلمهم قبل سفره كل ما استطاع جمعه من المال بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف جنيه، وكان ذلك مشجعا لغيره على إعارة أموالهم لخدمة القضية العامة.
ولم يساوم على المكافآت، ولكنه وعد - باقتراع الأصوات - بمبلغ خمسمائة جنيه مسانهة مع نفقاته ومبلغ ألف جنيه لوظيفة السكرتيرية ومصروفاتها.
ولما أرسلته الهيئة النيابية في بنسلفانيا إلى إنجلترا سنة 1764 بمثل هذه المكافأة، سمحوا له بمكافأة سنة مقدما لتكاليف السفر وتعويض الخسائر التي لحقته من جراء الانقطاع فجأة عن مباشرة مرافقه الخاصة، ولم يمنحه الكنجرس مثل هذه المنحة بل أنزله في سفينة رثة لا تصلح للملاحة في البحار الشمالية، وحدث فعلا أنها جنحت عند عودتها، مع سوء تدبير الطعام له على متنها حتى بلغ الشاطئ وهو يكاد لا يقوى على الوقوف على قدميه.
وإن خدماته للدولة وكيلا ثم وزيرا مفوضا لمعروفة للكنجرس كما هي معروفة من رسائله، وربما كانت خدماته الإضافية مجهولة فلا داعية إلى ذكرها.
ثم مضى في عمله ولم يعين له السكرتير الموعود، وقام ببعض الأعمال قبل انفصال زملائه ثم قام بها جميعا بعد انفراده بمعونة حفيده الذي سمح له أولا بمقابل للكساء والسفر والسكن ثم بمرتب لم يزد قط على ثلثمائة جنيه في السنة (إلا حين عمل في السكرتيرية للجنة الصلح) وهو فرق في المرتب على مدى سنوات مقداره سبعمائة جنيه كل عام.
وعمل وحده بوظيفة القنصل عدة سنوات إلى حين وصول مستر باركلي وبعد وصوله فترات من الوقت لاضطرار ذلك السيد إلى التغيب في هولندا، وبلاد الفلاندر، وإنجلترا، وحدثت خلال ذلك محاولات متتابعة لاختلاس دفعة ثانية وثالثة بعد سداد الدفعة الأولى، وكانت قوائم الحساب عن هذه الدفعات ترد مع كل سفينة وكل بريد، وتستوجب الرقابة المتوالية. ولم يستطع مستر فرنكلين أن يسافر للرياضة والراحة كعادته قبل ذلك مما عرضه للإصابة بمرض قد لا زمه بقية حياته.
ونوجز البيان فنقول: إنه على دأبه وصبره طوال حياته لم ترهقه الأعمال، كما أرهقته خلال السنوات الثمان التي قضاها في فرنسا، ولم يعتزلها مع ذلك حتى شهد بشائر الصلح وتمت هذه البشائر بخير. ثم ألفى نفسه في الثمانين من عمره، وهي السن التي تخول من يبلغها بعض الحق في الراحة والاستقرار.
Shafi da ba'a sani ba