هل عندكم بعض ما تعارضوني به؟ قال: نعم، لملكنا أربعون ألف بغل موقوفة على إبلاغ رسائله وأخباره، من واسطة ملكه إلى أقطار سلطانه. فأفحمه.
يعني بغال البريد. قال هذا وحال البرد على غير هذه الحال، ولم يعرفوا توجيه الخرائط «١» في الماء، وعلى أيدي الرجال.
وابن غسطة هو الذي ذكره سلم الخاسر «٢» في قصيدته التي مدح فيها الرّشيد، قال:
منع ابن غسطة رأسه بخراجه ... ولقد يكون وما عليه خراج
قالوا: ولمّا رأى نصر أنّ يزيد بن عمر يميت أخباره، ليموت ذكره عند الخليفة كتب إليه:
أبلغ يزيد وخير القول أصدقه ... وقد علمت بأن لا خير في الكذب
وكتب إليه:
أرى تحت الرّماد وميض نار ... فيوشك أن يكون لها ضرام
فإنّ النّار بالعودين تذكى ... وإنّ الحرب أوّلها الكلام
فقلت تعجّبا: يا ليت شعري ... أأيقاظ أميّة أم نيام
حدثني عليّ بن المديني، قال: كان يزيد بن زريع «٣» إذا سمع
1 / 58