بغلك هذا حتّى يعود سمينا فارها في أيّام يسيرة، بأيسر مئونة؟ قال:
بأيّ شيء أعالجه؟ قال: تأخذ عشرة أمناء مسك وعنبر «١»، وتعجنها بعشرة أمناء من بان الغالية، وتطليه به طلية واحدة. فتجافى عن سرجه فولّى وجهيهما ظهره، ثم ضرط ضرطة صلبة؛ قالا؛ ما هذا؟ قال:
هذا لكما على الصّفة، ولو قد أنجع الدّواء خرينا عليكم!.
وحدّثونا عن هشام بن حسان، عن محمّد بن سيرين، قال: كان رجل عيّاب، فأبصر بغلة تحت شريح «٢»، فقال: أبا أميّة، إنّ بغلتك لفارهة! قال: إنها إذا ربضت لم تقم حتى تبعث. قال: لا خير فيها إذن!.
قال أبو الحسن: كان هشام بن عبد الملك يوما على باب يزيد بن عبد الملك ينظر إلى بغال تعرض، فنظر إلى بغل منها لم ير الناس مثله في تمام خلق، وطهارة خلق، ولين سيرة، وحسن صورة، فقال:
ما يصنع أمير المؤمنين بهذه الدوابّ كلّها؟ لو أن رجلا اجتزأ بهذا البغل وحده، لكان مكتفيا.
قال: فلما ولي هشام، اتّخذ البراذين البخاريّة، والبغال الفرهة «٣»؛ فأذكره رجل ذلك الكلام، فقال: وأنا على الرأي الأول، ولكن تأتينا أشياء نحسد الناس عليها.
قال: وكان عند محمد بن سليمان رجل مغفّل؛ فأنشد رجل رجزا
1 / 39