قال: وتهيّأ الناس لخالد بن عبد الله «١» مقدمه من الشأم، وركب ابن هبيرة «٢» بغلته، ووقف له في المضيق. فلما طلع خالد غمز ابن هبيرة بغلته غمزة فإذا ابن هبيرة بينه وبين الذي كان يسايره، فقال:
كيف أنت يا أبا الهيثم؟ وليت منّا أمرا تولّى الله أحسنه، ولك منا المكافأة! فقال له خالد: فررت منّي فرار العبد! فقال عمر: حين نمت عن حفظي نوم الأمة! فانتهى الخبر إلى هشام، فقال: «قاتله الله» !.
قالوا: والهدايا النفيسة، والطّرف العجيبة، والكرامات الثمينة، التي أهدتها بلقيس بنت ذي شرح إلى سليمان بن داود، هي الهدايا التي أخبر الله عن سليمان بن داود. ﵉ أنه قال: بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ
. ولم تكن الملكة تبتهج بتلك الهدايا- وهي إلى سليمان، وسليمان هو الذي أعطاه الله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده- إلّا وهي هدايا شريفة.
قالوا: فهذه الهدايا الشريفة إنّما كانت على البغال الشّهب.
وكان ممن يركبها كثيرا إسماعيل بن الأشعث، وعبد الرحمن بن محمد بن الأشعث «٣» .
1 / 30