الأرقط «١»، ومحمد بن حفص- وهو ابن عائشة الأكبر، وعبيد الله بن محمد- وهو ابن عائشة الأصغر، ويأخذها عن أبي اليقظان سحيم بن قادم. فإنّ هؤلاء وأشباههم مأمونون، وأصحاب توقّ وخوف من الزوائد، وصون لما في أيديهم، وإشاق على عدالتهم.
ولما خرج قطريّ بن الفجاءة، أحبّ أن يجمع إلى رأيه رأي غيره، فدسّ إلى الأحنف بن قيس رجلا، ليجريّ ذكره في مجلسه، ويحفظ عنه ما يقول. فلما فعل قال الأحنف: «أما إنّهم إن حنبوا بنات الصّهّال، وركبوا بنات النّهّاق، وأمسوا بأرض وأصبحوا بأرض، طال أمرهم» .
قالوا: فلا نرى صاحب الحرب يستغني عن البغال، كما لا نرى صاحب السّلم يستغني عنها، ونرى صاحب السّفر فيها كصاحب الحضر.
قال الأصعميّ عن جرير بن حازم عن الزّبير بن الخِّيريت «٢»، عن أبي لبيد- واسمه لمازة بن زبّار «٣» - قال: مرّ بنا زياد في سكّتنا هذه، وهو على بغلة قد لوى رسنها على عنقها تحت اللّجام، ومعه رجل أو رجلان.
هذا وزياد على العراق أجمع.
1 / 29