ثم تساءل بصوت منخفض: وكيف وافقت على هذا اللقاء؟ - لم لا؟ هو عيب؟!
ولم ينبس، فسألته بسخرية خفيفة: ولم وافقت عليه أنت؟
فلم ينبس أيضا فسألته: أيجب أن نفترق؟
فاستعطفها بحرارة لتعود إلى الرضا، وقال معتذرا: لا تغضبي، أنا أخطئ كثيرا، وعذري أني أقابل بنتا لأول مرة!
فرمقته بتوجس وتساءلت: وماذا تظن بي أنا؟
فبادرها تجنبا للمضاعفات: كل خير، أنا .. أنا أحبك يا ميمي.
وابتسمت ومضت به إلى أريكة تمتد أمامها هضبة معشوشبة، تناثرت في جنباتها مجموعات من البشر، فجلسا جانبا إلى جنب صامتين، حتى قطعت الصمت قائلة: حدثني عن مستقبلك.
وتحدث عن مستقبل مشرق من خلال كلية الحقوق، وإن يكن أوشك أن يختم حياته مراقبا للمستخدمين، لا مستشارا في النقض كما حلم. فقالت: هذا جميل حقا، ولكن ماذا عني أنا؟
ووجد نفسه في القفص كالحيوانات التي تحيط به من كل جانب، فقال في اقتضاب شديد حددته الرهبة: الزواج.
فابتسمت وهي تحول وجهها عنه مادة بصرها إلى قمة الهضبة الخضراء، وقد غابت عن مسمعه ضجة الأصوات الآدمية والحيوانية. ثم قالت، وهي ما تزال تنظر إلى بعيد: ولكن أمامنا أعواما طويلة! .. كيف؟
Shafi da ba'a sani ba