214

Bayrut da Lubnan tun shekara dari da rabi

بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن

Nau'ikan

3

معقوف، ينتهي من الجهة اليمنى إلى الدهليز الرئيسي. وإذا ما صعدنا وقطعنا حوالي ثلثي المسافة للجهة الشمالية، نجد بابا يؤدي إلى الدهليز الواقع في الوسط؛ فمن هنا يمكننا أن ندخل الدهليز الذي ينتهي بنا إلى السطح حيث يقوم الدرج الذي يوصل إلى نافذة صغيرة تنتهي فوق المدخل.

ويدخل النور هذا المكان من ثغرة تشبه المرمى، وهي تخترق كثافة الحائط كلها، وعند منتصف هذا الدهليز نجد ممرا يوصل إلى غرفة يبلغ علوها ثلاثة أمتار وثلاثين سنتيمترا، وإذا ما دخلنا إليها نجد في إحدى زواياها - للجهة اليمنى - فرجة يبلغ عرضها ثلاثة وثلاثين سنتيمترا، وعلوها ستة وستين سنتيمترا، وعمقها مترا واحدا. ونرى على جوانب الممر - الذي يقود إلى هذه الغرفة - تقويرا بشكل نصف دائرة، أو خطا أجوف يبلغ عرضه أربعة عشر سنتيمترا، ورفرفه الخارجي عشرة سنتيمترات بعلو خمسة أمتار تقريبا، وهو يربط بين أعلى الممر وأسفل جهتيه الجانبيتين حيث كان يدحرج الباب الزحاف، فيحكم سد الحجرة المختصة بدفن الموتى.

وفي أسفل الدهليز الرئيسي فرجة توصل إلى غرفة صغيرة أخرى تقوم فوق باب المدخل، يبلغ عمقها في الجهة الشرقية مترا وسبعة وخمسين سنتيمترا، ويبلغ عند أسفل زاوية الممر الشمالي والزاوية الخارجية مترا وواحدا وخمسين سنتيمترا.

يبدو أن هذا البناء قد شيد أو رمم بأمر من «تيبر كاود» الذي وضعه تحت حماية الإله الكبير «رافولون» ورفع هيكل فقرا إكراما له.

نجد في الجهة الجنوبية للهرم عدة أساسات لأبنية مربعة الشكل منحرفة حجارتها، ونجد حول هذه الأشكال من المدافن، وبين الصخور، كمية كبيرة من بقايا الحجارة المنحوتة وهي من الرخام الأبيض.

إنها جميلة جدا ومختلفة الألوان، ونرى أيضا عدة نواويس أخرى فنحكم - بناء على إتقان أحد أغطيتها - أنه غطاء لحد رجل ذي غنى وجاه.

وعلى مسافة ساعة واحدة شرقي فقرا، يندفع نبع اللبن ثائرا معربدا في واد عميق وضيق. يعلو هذا النبع الضخم الغزير جسر من صخرة واحدة، وهو - ولا شك - من عمل الطبيعة لا البشر، إلا أنه من الجائز أن تكون يد الإنسان قد أنجزت صنعه، والدليل على ذلك هو أن الأقدار لا تستطيع أن توجد قناطر في مثل هذا الإتقان تراعى فيها - في مدى ما - المقاييس الهندسية. إن هذا الجسر الفريد في نوعه يبلغ عرضه واحدا وثلاثين مترا، وطوله اثنين وخمسين مترا، وعلوه في أعلى نقطة ثمانية وخمسين مترا، وسطحه مغطى بطبقة كثيفة من التراب تزرع حنطة.

إن منظر هذا الجسر هو بالحقيقة جليل مهيب؛ فثرثرة المياه التي توقفها عند جريها حجارة ضخمة أفلتت من الصخور وتجمعت في النهر، والصيحات الحادة ترسلها العقبان التي ترتاد هذا المكان، ونوح اليمام الشاكي الذي عشش هناك، والهواء الذي تتدافع دونه ألوف خفافيش ترفرف بين زاوية وأخرى في شبه عتمة؛ كل هذه المرئيات تكسب هذا المكان المنعزل المنفرد منظرا موحشا. إلا أنه مهيب جدا، وله لذته أيضا.

إن مياه هذا الينبوع الذي يبعد حوالي مائتي قدم عن الجسر تنبثق مرغية مزبدة لتفلت من بين صخرتين بسرعة لا يمكن أن يحدها عقل. إنها باردة كالثلج، وميزتها الهضمية مشهورة في جميع أنحاء تلك المنطقة.

Shafi da ba'a sani ba