Bayrut da Lubnan tun shekara dari da rabi
بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن
Nau'ikan
والصعوبة الكبرى التي تلمسونها أنتم في التوفيق بين الأدلة المختلفة المأخوذة عن آثار نهر الكلب؛ ناتجة عن تقلقل آراء السيد بانك ولافين؛ ذلك لأن الأول لا يتكلم مطلقا عن الوجوه الفارسية مع أنها تبلغ الستة، واثنان منها ملتصقان بالآثار المصرية، ثم لأنكم قد تحملون على اعتناق فكرة السيد لافين القائلة بمحو المخطوطة المصرية بأمر من قمبيز، وهي المخطوطة الهيروغليفية التي اطلع عليها السيد بانك.
إن الأدلة التي تشرفت بتقديمها لكم ورسم الأثر رقم 9 الذي سبكه السيد بونومي تغنيني عن المخطوطة المسمارية.
إن الصخور التي حفرت عليها آثار نهر الكلب هي من حجر قاس كلسي أبيض اللون في الداخل، أما سمرته الخارجية فناتجة عن تفاعل الهواء والماء.
إن الرسوم التي أجد لذة في إرسالها إليكم تجيب على الأسئلة المدونة في رسالتكم الأخيرة. وأكرر هنا أني لا أظن مطلقا أن ملوك العجم قاموا بمحو المخطوطات المصرية أو الهيروغليفية، وأن التلف الذي تعرضت له آثار نهر الكلب هو وليد الأزمنة.
إن المخطوطة اللاتينية الموجودة في جوف الصخرة نفسها تجد فيها سطرا امحى. وهذه المخطوطة تنبئنا أن العرب سموا ليكيس نهر الكلب لمشابهة الكلب للذئب المحفورة صورته عند الممر فوق الحاجز. ولما كان هذا التمثال أجوف فارغا يعوي عند هبوب نوع من الرياح، فقد اعتقد العرب أنه كان مسكونا، وعزوا إليه تهدم الجسر الذي شاءت أياد غير لبقة أن تستبدله بالجسر الذي بناه الرومان فحملته مياه شتاء قاس؛ وعند ذاك تقرر التخلص من هذا الكلب المشئوم، فدهور إلى قاع البحر.
وأضيف هنا نبذة من رسالة بعث بها والدي إلى السيد ستزن تتعلق بالمخطوطة اللاتينية التي لم تفهم بعد:
علام التفريق بين أوريل وأنطونان التقي وكلاهما من حاشية إمبراطور واحد؟ فمن الجائز أن يكون لقب البريطاني لم يمنح لأنطونان ولا لخلفه. إن كاركلا هو الذي ادعاه لأنه رافق أباه في حملته إلى بريطانيا. وهذا الملك أتى بعد ذلك إلى سوريا، واضطر لأن يعبر هذه الطريق في الجبل سنة 96 قبل المسيح، وكان يقصد الإسكندرية لينزه - حسب تعبير مونتسكيو - صولته وبطشه متلذذا بمشهد عدد كبير من الرجال ذبحوا في أحد الأعياد؛ ولذلك رممت الطريق ووسعت إما بأمر من الإمبراطور، وإما لاكتساب رضاه عندما كان في أنطاكية.
حاولت مخطوطات إغريقية وعربية أن تخلد ذكرى الفاتحين الذين مروا في هذا المكان، إلا أن الأيام قست على تلك الآثار التي أرادوا أن يتركوها لنعرفهم بها اليوم.
لقد أمليت بضعة أسطر من مخطوطة إغريقية وأنا ممسك بالصخرة بإحدى يدي، حاملا بالأخرى مشعالا لأتمكن من قراءتها. إن الكاتب الذي رافقني لا يحسن اللغة الإغريقية إلا قليلا؛ ولهذا لم يستطع القيام بمهمته على وجه صحيح. وإني أشك في استفادتنا من نقل هذه المخطوطة.
الفصل الرابع والعشرون
Shafi da ba'a sani ba