قال: فما بالنا بالدم والنار؟
ابتسم الفنان قائلا: ها أنا أتأهب لرحيلي السادس.
راح يتأمل محتويات بيته عبر باب الحديقة الواطئ.
كل هذا سيذهب ويروح مثل سابقه.
ارتفع مزاحه وقهقهاته طويلا: نحن لسنا بعيدي النظر مثلهم، فلا يجب أبدا أن نعد بيوتا ومآوي وذكريات وأشياء من كتب وملابس ولوحات، بل حتى الحب.
استدار راقصا هازلا: ما الفائدة طالما أننا في كل مرة وطرد نتركها متخلين؟
مضى يجري عبر مسالك الحديقة الضيقة: اللي في سكتي ... يحلالي.
اندفع يجري ويقذف بلوحاته وأوراقه واسكتشاته، وجرادل نفطه وألوانه، عبر صالة البيت الضيقة هازلا: ما الفائدة؟
اقتربت أصوات الدوي والمعارك، محاصرة أكثر حتى لم يعودا يسمعان بعضهما بعضا، ويبدو أن المصور المرح قال الكثير الذي لم يصل منه سوى متناثرات، منها: أهمية بلا حتمية أن يحيا المطارد خفيفا كمثل طائر ذليل، إلا أنه محلق بلا ممتلكات أو إرث.
وطالب بأهمية التراضي دون ضجر بما نحن فيه.
Shafi da ba'a sani ba