Tsakanin Addini da Kimiyya
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
Nau'ikan
فيما كتب مدحضا أقوال رجال الكنيسة، والمؤرخ «فيفياني» في ترجمته عن حياة «غاليليو»، وكلهم كتب تحت عين الكنيسة وبوحيها، قد مضوا على الاعتقاد بأن البابا والكنيسة كلاهما اتهم «غاليليو»، ولم يرتفع من جانب «روما» صوت واحد ينكر ذلك أو يعارضه. ناهيك بأن محكمة التفتيش - ومن ورائها «بيلارمن» أكبر لاهوتيي ذلك العصر - قد قنعوا بهذا الرأي، وفضلا عن حقيقة أن «بيلارمن» قد أعلن صراحة بأنه يقيم قرار الاتهام «باسم قداسة البابا» فلدينا الفهرست الروماني، متضمنا قرار الاتهام أكثر من مائتي عام، وهو مصدر بأمر بابوي واضح الغرض، يفرض أن هذا الاتهام صادر بموافقة كل التابعين للكنيسة، وأنه مقيد لضمائرهم وخطرات نفوسهم صابا اللعنة الأبدية على «كل الكتب التي تؤيد مذهب دوران الأرض»، على أنه سرعان ما ظهر أن التغرير بالنفس في مواجهة كل هذه الحقائق، مضافا إليها أن «غاليليو» قد أجبر على أن يقسم مقاما عن «هرطقة الاعتقاد بدوران الأرض» خضوعا لأمر كتابي من البابا، كان بلا طائل أو جدوى.
لدينا تلقاء ما يدعي المدافعون عن الكنيسة من أن البابا غير مسئول، مجموعة هذه البراهين التي أدلينا بها، مشفوعة بالأمر البابوي الذي أصدره «الإسكندر السابع» سنة 1664، وهذا كاف في التدليل على أن الموقعة قد ربحها العلم، وخسرها اللاهوت.
عند هذا الحد وقف ذلك الصراع الكبير، وعدل عنه رجال على المذهب الكاثوليكي خصوا بسعة الصدر وحسن النية. ففي سنة 1870 اعتقد رجل من رجال الكنيسة الإنجليزية - ومن أخص المتعصبين للمذهب الكاثوليكي الروماني، هو الموقر مستر «روبرتس»
Rev. Mr. Roberts - أن الوقت قد حان للاعتراف بالحق، فطبع كتابا عنوانه «قرارات الحبر الأعظم ضد دوران الأرض»، وفيه أثبت أن السلطة البابوية استعملت كل وسائلها - ومن بينها العصمة من الخطأ - ضد نظرية دوران الأرض. ولقد أظهر هذا الكاثوليكي الأمين على الحق - من المستندات الأصلية المحفوظة في قصر الفاتيكان - أن البابا «بولص الخامس» قد ترأس المحكمة التي أصدرت قرار الحظر ضد فكرة دوران الأرض سنة 1616، والتي أجبرت «غاليليو» على الإقلاع عن مذهبه. وأثبت أن البابا «أربان الثامن» قد عمل جهد ما يستطيع سنة 1633 لتوطئة الظروف لإتمام الاتهام الأخير، متخذا على نفسه عبء كل مسئولية في المستقبل. ودلل في النهاية على أن البابا «إسكندر السابع» قد استخدم معتقد العصمة البابوية لتحريم «كل الكتب التي تبرهن على دوران الأرض»، بذلك الأمر البابوي
Speculatores domus Israel
الذي أضيف إلى الفهرست. وقال بعد ذلك إنه بناء على القواعد التي وضعتها سلطات الكنيسة العليا، وعلى الأخص في عصر البابا «سكتوس» الخامس و«بيوس» التاسع، لم يكن ثم مهرب من الوصول إلى هذه النتائج.
ولقد حاول كثير من اللاهوتيين أن يتقوا قوة براهين مستر «روبرتس» بوسائل غير مجدية. فلجأ البعض مثل دكتور «وارد»
Dr. Ward
ودكتور «بووي»
Bouix
Shafi da ba'a sani ba