Tsakanin Addini da Kimiyya
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
Nau'ikan
إلى تقرير هذه الحقيقة بكثير من دقة التدليل وقوة البرهان. وفي ذلك حجة ناهضة على أن تنازع البقاء بين الأسلوبين اللاهوين والعلمي غير قاصر على النصرانية؛ فإن ما قرره «أرسطارخس» من حقائق العلم كان سببا في أن يرمى بتهمة الزندقة والكفران، فغشيت سماء العلم غمامة كثيفة من الحقد والكراهية حجبت أنواره ستة قرون أخرى. ولم تلمع شمس هذه الحقيقة مرة ثانية في سماء الفكر إلا في القرن الخامس من التاريخ الميلادي، حيث ظهرت في تأملات «مارتيانوس كابيلا»
Martianus Capelia
غير أن أضواءها حجبت ثانية وظلت محجوبة ألفا من السنين، حتى أشرقت ثانية في غضون القرن الخامس عشر، ولكن واهنة ضعيفة، في عقل الكردينال «نيقولاوس ده كوزا»
Nicolas de Cusa
منبثة في تضاعيف ما ألف من أسفار.
غير أن ذلك النظام الكبير الذي أنبتته عقول عظماء اللاهوتيين، وعضدته تلك الصيحات العالية التي انبعثت من قلب «دانتي»، قد أثرت في نشر هذه الفكرات الصحيحة تأثيرا عاقها عن أن تنمو وأن تؤتي أكلها.
ولقد أخذت عناصر العقل الإنساني تزداد خصبا، وفراغه يزداد امتلاء؛ فإن الأساليب التي اعتمدت عليها الرياضيات كانت قد مضت في التهذب والارتقاء، وأخذ النظر يمتد من خلال العدسات الزجاجية إلى الأجرام السماوية. وما بلغ العقل الإنساني هذا المبلغ حتى ظهر في منقطع العمران الأوروبي وعلى حدود «بولاندا» طالب من طلاب العلم واسع النظر طيب القلب، أمكنه بما وهب من كفاءات أن يبشر للعالم الحديث بالحقيقة الناصعة - تلك الحقيقة التي نراها اليوم ضرورة أولية وكانت إذ ذاك من المدهشات الخارقة للقياس - حقيقة أن الشمس لا تدور من حول الأرض، بل إن الأرض وبقية السيارات هن اللائي يدرن من حول الشمس. ذلك الطالب هو «نيقولا كوبرنيكوس»
Nicolas Copernicus .
كان «كوبرنيكوس» أستاذا في «روما» وقد أعلن نظريته هذه هنالك منذ سنة 1500، ولكن بطريقة تشعر بأنها غريبة من غرائب العلم، أو أنها قول من الأقوال التي يناقض ظاهرها الحقائق الواقعة، كما كان شأن الكردينال «ده كوزا» لدى الكلام فيها من قبل، فلم يروجها بين الناس على اعتبار أنها مذهب علمي يعبر أصح تعبير عن حقيقة من حقائق الطبيعة العظمى. وبعد ذلك بثلاثين عاما قام «ودمانستاد»
Wedmanstadt
Shafi da ba'a sani ba