(من كتاب الأشراف) قال أبو بكر: ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)، وروي عنه أنه قال: (من لم يجمع الصيام من الليل فلا صيام له)، وأجمع أهل العلم على أن من نوى الصيام كل ليلة من ليالي شهر رمضان فصام أن صومه تام، واختلفوا فيمن نوى في أول ليلة أنه يصوم شهر رمضان كله. فكانت حفصة بنت عمر تقول: لا صيام لمن لم يجمع قبل الفجر ونحوه.
قال ابن عمر وقال الشافعي أحمد بن حنبل: لا يجزيه الصوم حتى ينوي كل ليلة، وكان إسحاق بن راهويه يقول: إذا دخل في شهر رمضان نوى صومه كله.
وقال أبو بكر: لا يجزيه الصوم حتى ينوي أنه صائم من الغد.
/48/قال أبو سعيد: معي أنه يخرج في قول أصحابنا نحو ما حكي كله أو ما يشبهه، ولك عندي كله صحيح إلا أنه قد ثبت بمعنى الاتفاق، وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: معي أنه أراد (رفع لأمتي الخطأ والنسيان)، فعلى اعتقاد النية للأعمال الواجبة عليه إذا حضرت وأراد الدخول فيها فإن نسي ذلك ودخل في ذلك العمل بعينه وأتى به في وقته وهو ناس لتجديد النية في هذا الحاضر بعينه أجزأه تقدم النية إذا لم يستحل عنها ولم يرجع.
وقد قيل: وأحسب أنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (المؤمنون على نياتهم)، ومع قوله: (الأعمال بالنيات) ثبت مع ذلك أن لكل امرئ ما نوى وعليه ما نوى.
ومنه اختلفوا فيمن أصبح يريد الإفطار ثم بدا له أن يصوم تطوعا، فكان طلحة يأتي أهله من الضحى فيقول عندكم غداء، فإن قيل لا، قال: إني صائم. وهذا قول ابن مسعود وحذيفة وأبي الدرداء والشافعي وأحمد بن حنبل.
وكان ابن عمر لا يصوم تطوعا حتى يجمع النية من الليل ويتسحر.
وقال جابر بن زيد: إذا أدركه الصبح وهو مفطر فلا صوم له ذلك اليوم الآن جئت بالحق.
وقال مالك بن أنس: لا أحب أن يصوم أحد إلا لنية تكون قد ثبتت من الليل في صوم نافلة إلا رجلا من شأنه سرق الصوم.
Shafi 77