Bayan Sarih
البيان الصريح والبرهان الصحيح في مسألة التحسين والتقبيح
Nau'ikan
قال في (الفصول): وهو يعني ما قالوه جحد للضرورة، والذي يدل على أن ذلك معلوم بالضرورة أنا متى علمنا في شخص أنه لا يعلم بعقله الفرق بين المحسن والمسيء ويقابلهما بمقابلة واحدة، ولا يجد في نفسه محبة من أحسن إليه وبعض من أساء إليه علمنا أنه غير عاقل بل يكون ناقص حالا من البهائم فإنها تفرق بين من أحسن إليها، وبين من أساء إليه علمنا أنه غير عاقل ولا يميز بل يكون أنقص حالا من البهائم فإنها تفرق بين من أحسن إليها وبين من أساء إليها، وتميز ذلك تمييزا حسنا، وإذا كان الفاعل للشكر على الإنعام محمود عند جميع العقلاء غير مذموم عليه فهو معنى حسنه في العقول، فيلزم المنكرين أن يكون شكر المنعم قبيحا، وقد أفهمته عبارتهم كما يأتي تحقيقة عند الكلام على تتبع ألفاظهم.
قالوا: لو وجب لوجب لفائدة، واللازم باطل.
أما الأولى: فلأنه لولا الفائدة لكان عبثا وهو قبيح ولا يجب عقلا، وكان إيحابه عبثا وهو قبيح ولا يجوز على الله.
وأما الثانية: فلأن الفائدة إما لله، وإما للعبد.
والثاني: إما في الدنيا، وإما في الآخرة، والثلاثة منتفية إما لله ....... عن الفائدة، وإما للعبد في الدنيا فلأنه منه فعل الواجبات وترك المحرمات العقلية، وأنه مشقة وتعب... ولا حظ للنفس فيه، وما هو كذلك لا يكون له فائدة دنيوية، وإما للعبد في الآخرة فلأن أمور الآخرة الذي لامجال للعقل فيه.
Shafi 104