يكون قوله فيها راجحاً).
٣- وقال أيضاً عن أحمد (لما انتهى إليه من السنة ونصوص رسول الله ﷺ أكثر مما انتهى إليه غيره كان كلامه وعلمه في هذا الباب أكثر من غيره فصار إماماً في السنة أظهر من غيره)(١).
هذا بعض ما نقل عن الشيخ في الثناء على المذهب الحنبلي ولا يعني هذا تقليده له والدلائل على عدم تقليده كثيرة يعرفها من درس فقهه وسائر نهجه وهذا الكتاب الذي بين أيدينا من شواهد عدم تقليده فإنه يرجح ما يراه راجحاً دون تقليد لأحد.
٤- أثره في المذهب الحنبلي:
لا يخفى على طالب العلم مكانة ابن تيمية العلمية وقد عرفت ذلك من كلام أهل العلم الذين ترجموا له وأثنوا عليه بما هو أهله ومعرفته بالمذهب الحنبلي لا تقتصر على معرفته لأقوال الإمام وأقوال أصحابه وأدلتهم فإن المشارك للإمام وأصحابه في هذه الأحكام من غيرهم كثير وإنما تظهر معرفة الشيخ للمذهب عندما يتكلم عن أصول هذا المذهب وفروعه وعن منهج الإمام أحمد وعن مناسبة تلك الأقوال لأصوله أو عدم مناسبتها ومعرفة الرواية الراجحة منها المرجوحة ومعرفة كيف وقع الخطأ في نقل أقوال الإمام وسبب ذلك ومن يقرأ كتب الشيخ يدرك سعة تلك المعرفة بالمذهب قال رحمه الله في بيان المذهب عند اختلاف روايات الإمام أحمد: (ومن كان خبيراً بأصول أحمد ونصوصه عرف الراجح في مذهبه في عامة المسائل)(٢).
(١) مجموع الفتاوى (٤/١٧٠).
(٢) الفتاوى الكبرى (٢/٢٣٦).