288

============================================================

وليس المراد واحدا . ويظهر لي من قول سيبويه أنها تقع على الواحد ممن يعقل، لأنه قال : "إلا أن (ما) مبهمة تقع على كل شيء" (1) هكذا قال في باب "عذة ما يكون عليه الكلم " وهذا لا يبعد، لأن العرب توقع الصغة موقع الموصوف، ولا يبعد أن توقع (ما) موقع (من) وأما (من) فتقع على من يعقل. فإن قلت : فقد قال سبحانه : {فمنهم من يمشي على بطنه} (2) والذي يمشي على بطنه ليس بعاقل، وكذلك الذي يمشي على أربع.

الجواب : أن هذا من تغليب من يعقل على من لا يعقل ، وذلك أنه قال تعالى : والله خلق كل دابة من ماء، فمنهم من يمشي} (3) ، فهذا يجمع من يعقل، ومن لا يعقل، ثم نوع سبحانه الدواب، فأتى به على طريقة واحدة فعلب من يعقل على من لا يعقل فقال : ( فينهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على آزبع (4) .

وأما (الذي) فتقع على من يعقل، وما لا يعقل، بشرط آن يكون مذكرا، مفردا. و(التي) تقع على مؤنث مفردة.

وأما (أي) فتقع على من يعقل وما لا يعقل، مفردا ومثنى ومجموعا، مذكرا ومؤنئا، وكذلك الألف واللام .

و (أي) اذا وقعت على المؤنث جاز أن تلحق الثاء ، فتقول : ايتهن وايهن.

الفصل الخامس: في ييان الحروف الموصولة، وهي أربعة: أن، وأن مفتوحة مشددة، وكي، وما.

(1) الكتساب 228/4.

(4) سورة النور آية 45.

(3) و(4) سورة النور آية 45 288

Shafi 288