الفن الثانى فى المعانى المفردة المدلول عليها بالألفاظ الكلية الخمسة ويشتمل على اثنى عشر فصلا
الفصل الأول
نريد أن نبين فى هذا الفن جملة الأمور التى تقع عليها هذه الألفاظ الخمسة المذكورة فى الفن الأول التى معانيها فى الذهن أجزاء المعانى المركبة التركيب الموصل الى درك المجهولات.
والمنطقيون حصروا الأمور فى أجناس عشرة هى أجناس الأجناس، وقسموا كل واحد منها الى أنواعه منحطين فى القسمة الى درجة أنواع الأنواع التى لا نوع بعدها، وبينوا خواص كل واحد منها والأمور العامة لجميعها أو لعدة منها.
وأن الألفاظ المفردة الكلية لا تخرج بالدلالة عن شيء منها، الا أن أكثر البيان الذي يستعمل فى هذا الفن هو على سبيل الوضع والتسليم لا على سبيل التحقيق.
فان البيان اللائق بفهم المبتدئ قاصر عن الوفاء بتحقيق مقصود هذا الفن، بل لا يفى به الا نظر المنتهى الى العلوم الكلية المتدرب بكثير من النظريات.
وذلك لأن ضرورية هذا العدد لا تبرهن فى المنطق ولا كون كل واحد منها جنسا حقيقيا ولا كون كل واحد منها جوهرا والباقية أعراضا، بل يجب أن يقبل قبولا على سبيل التقليد وحسن الظن.
فأن بيانه الحقيقى لا يتكلفه الا الناظر فى العلم الكلى من علوم ما بعد الطبيعة.
وغرضنا من تقديم هذا الفن مع تعذر الاستقصاء فى بيانه بالنسبة الى فهم
Shafi 88