فقال بسخرية: متفقة معنا لأول مرة! - وألفت؟ - أظنها مثلك يا ماما!
فالتفتت نحو منيرة قائلة: وأمين على رأيك؟ طبعا، أخيرا اتفقوا!
ورجعت بعينيها إلى محمد وقالت: إنك رجل تغوص بين الناس، اصدقني بربك ما رأيهم؟
فمط بوزه ممتعضا وقال: الشعب مع السلام بلا عقل!
فقالت سنية: رأيت استقبالهم للرئيس عند عودته فلم أدهش يا ابني، كان الاستقبال مبايعة لشخصه من جديد ومباركة لخطوته، هم الذين يموتون عند الحرب ويجوعون عند اللاسلم واللاحرب، ورأيهم رأي الفطرة السليمة بعيدا عن شرك المذاهب.
فقال محمد بصلابة: الجهاد لا يعتل بالعلل، والحق كالشمس! - كل شيء مشروع في سبيل الدفاع عن النفس!
فقالت منيرة: يبدو يا ماما أننا خسرنا العرب.
فقال محمد: دمغونا بالخيانة ولهم حق.
فسألته باهتمام: ماذا يقول الناس عن ذلك؟ - إنهم حانقون على العرب، نسوا التاريخ قديمه وحديثه، ومهما قيل عن أخطائهم فأياديهم لا يمكن أن تنسى.
فقالت سنية: أوافقك على ذلك، ولكن الصواب يتوارى عند احتدام الخصام! - بدأ أناس يقولون ما لنا وللعرب، لسنا عربا، هكذا تبدأ فترة مأساوية في تاريخنا الحافل بالمآسي!
Shafi da ba'a sani ba