وأُذن له بالإفتاء ودرس وأفتى وانتفع به الناس ومن جملتهم العلامة شهاب الدين ابن حجي، وكان كثير التعظيم والإخلاص له.
مولده سنة إحدى وسبع مائة ومات في شعبان سنة أربع وسبعين وسبعمائة، وكان أُضر قبل وفاته، ودفن بالصوفية خارج باب النصر بتربة شيخه ابن تيمية.
وقد ذكره غير واحد من الأئمة وترجمه بما هو له أهل وإنما اقتصرنا على هذه النبذة اليسيرة استطرادًا في ترجمة ابنه لتتم الفائدة.
* * *
ابن الشاغوري
محمد بن (١) أيوب بن العالم الفاضل المفنن الحبر البارع محب الدين أحد الأولياء والفضلاء المشهورين الشهير بابن الشاغوري.
تفقه على الشيخ شهاب الدين الملكاوي ولزمه وبرع، وعلى غيره من المشايخ وحضر عند شيخ الإسلام الوالد وتلك الحلبة، وحضر المدارس وبحث في الدروس فظهر فضله.
وكان ساكنًا خيرًا قليل الشر فيه محاسن كثيرة.
ومات في الطاعون سنة تسع عشرة وثمان مائة عن ثلاثين سنة أو أكثر بيسير.
قلت: ووالده (٢) الشيخ العالم المعمر نجم الدين أيوب كان من أعيان الفقهاء ومتقدميهم، أدرك الأئمة قبل الفتنة، وتأدب بآدابهم، وكان عنده همة
_________
(١) إنباء الغمر لابن حجر ٧/ ٢٤٠، الضوء اللامع للسخاوي ٧/ ١٤٨ (٣٦٧)، شذرات الذهب لابن العماد ٩/ ٢٠٤.
(٢) إنباء الغمر لابن حجر ٧/ ١٩٥، الضوء اللامع للسخاوي ٢/ ٣٣١ (١٠٩٠).
1 / 48