كتاب
بهجة الناظرين إلى تراجم المتأخرين من الشافعية البارعين
تصنيف
الإمام رضي الدين أبي البركات محمد بن أحمد بن عبد الله الغزي العامري الشافعي
(المتوفى سنة ٨٦٤ هـ)
ضبط النص وعلق عليه
أبو يحيى عبد الله الكندري
دار ابن حزم
Shafi da ba'a sani ba
جَميع الحقُوق مَحْفُوظَة
الطّبعَة الأولى
١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م
الْكتب والدراسات الَّتِي تصدرها الدَّار تعبر عَن آراء واجتهادات أَصْحَابهَا
دَار ابْن حزم للطّبَاعة وَالنشر وَالتَوزيع
بَيْروت - لبنان - صَ ب: ٦٣٦٦/ ١٤ - تليفون: ٧٠١٩٧٤
1 / 2
كِتَابُ
بَهْجَة النَّاظِرِينَ إلى تراجمْ المتأخرين مِن الشَّافعيّة البَارعين
1 / 3
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
1 / 4
المقَدّمَة
الحمد لله الذي أشرقت بنور وجهه السموات والأرض وصلح أمر الدنيا والآخرة، وأُصلي وأُسلم على النبي الأميّ محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد.
فيروق لكثيرين أن يُسمي الفترة التي تمتد منذ القرن التاسع الهجري وما بعدها فترة "انحطاط" بالنسبة لحركة البحث والتصنيف والدراسة والاطلاع والعلم في جميع مجالاته، ويضيف آخرون أن فترة العهد المملوكي -في مصر والشام والحجاز- عانت من الانهيار في كثير من مجالات العلوم والفنون.
والمُراجع لهذه الفترة والمُتحقق لنوعية ووفرة العلماء والمصنفات فيها يصل إلى حقيقة مشرقة وهي أن فترات الركود ربما مرت على الحضارة الإسلامية لكنها لا تلبث أن تتجدد وربما عانت من نوع من التراجع لكنها تعاود النشاط بهمة جديدة وعقليات متطورة.
وأما الفترة التي عاشها المصنف ﵀ ٨١١ - ٨٦٤ هـ فقد عاصر فيها عدد من مشاهير سلاطين المماليك مثل المؤيد شيخ -٨٢٣ هـ والأشرف برسباي- ٨٤١ هـ، والظاهر جقمق -٨٥٦ هـ، والأشرف اينال - ٨٦٤ هـ.
ومن أشهر الوقائع التي أثرت في سير الأحداث وتأثر بها الواقع السياسي والعلمي في تلك الفترة الاجتياح العسكري الذي قام به تيمورلنك سلطان المغول عام ٨٠٣ هـ وبقيت آثاره ممتدة عدة عقود، ولا يزال المصنف
1 / 5
﵀ يكرر لفظ "الفتنة التمرية" أو "اللنكية" كما يسجلها ويجعلها تاريخًا يصنف الأحداث قبلها وبعدها فيقول أن ابن بهادر كان "كاتب السر قبل الفتنة" وابن كثير "عُدم في الفتنة" والمُناوي "مات في أسر تيمورلنك" وابن ركن الدين "مات في الفتنة".
وقد فصّلت كتب التواريخ والسير هذه الحركة العسكرية التي قام بها تيمورلنك حيث اجتاحت الأقاليم وأطاحت بالدول من أواسط آسيا إلى أطراف آسيا الصغرى مرورًا بالشام والعراق.
والكتاب الذي بين أيدينا عبارة عن صور ولقطات لمن عاصرهم المصنف ﵀ وعايشهم وتعامل معهم في الحجاز والشام والقاهرة، درس عليهم وقرأ مصنفاتهم ونظروا في كتبه وعلقوا عليها، فترجم لهم ما يراه وسجل عنهم ما شاركهم فيه من مجالات العلم والتعليم والقضاء والإفتاء.
فهو يقول في مقدمة كتابه "فهذا مختصر لطيف قصدت به ترجمة الأئمة من أصحابنا الشافعية المتأخرين وأعني بهم من أدركتهم واجتمعت بهم من العلماء البارعين وبعضهم مشايخي الذين أخذت عنهم العلم من أهل الفضل والعلم".
ثم يبين خطة عمله في الكتاب فيقول: "ثم اعلم أنني لا أُترجم إلا لمن تأخرت وفاته إلى هذا القرن التاسع ولو في أول سنة منه وقد أُترجم بعض من تُوفي قبله استطرادًا في ترجمة ابنه أو أبيه أو قريبه أو بلديه وقد أترك ذلك لمعنى لا يخفى على الحاذق، وقد أترجم بعض رفقتي ممن مات في زمني".
ومن أشهر الكتب التي دونت هذه المرحلة من التاريخ كتاب "إنباء الغمر بأبناء العمر" لابن حجر العسقلاني ﵀ ٨٥٢ هـ -المعاصر للمؤلف- فكثيرًا ما كان يكرر أقوال ابن حجر ويرددها وينقل نصوصه، والكتاب الآخر والذي جاء بعد المؤلف هو كتاب "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع" للسخاوي ﵀ ٩٠٢ هـ. فقد شارك المصنف في ذكر كثير من تراجمه.
1 / 6
ورغم شهرة آل الغزي وتكرر ذكرهم في كتب التراجم والتواريخ إلا أن مصنف الكتاب -رضي الدين الغزي- ﵀ لم يُسبق تحقيق كتاب من مؤلفاته، وسبب آخر أكد العزيمة بالعمل في هذا الكتاب أن مجموعة من التراجم الذين ذكرهم المصنف ﵀ في كتابه هذا لم تذكر في أي مصادر أخرى حسب علمي والله أعلم مما يجعل هذا الكتاب المصدر الوحيد لهم. والله المستعان.
المحقق
وصف النسخ المخطوطة:
أولًا: نسخة الظاهرية:
تقع هذه النسخة في (١٥١) ورقة من القطع المتوسط في كل ورقة صفحتان. يقع في كل صفحة ١٦ سطر تقريبًا -ورقمها في الظاهرية ٣٤٢٠ - تاريخ ٥٥.
وقد اعتمدت هذه النسخة لقربها من حياة المؤلف ومنقولة من نسخته.
وبطلب من ولد المصنف فالناسخ يقول في نهاية المخطوط "وهذا آخر ما وجدته بخطه من هذا الديون العظيم رحمه الله تعالى ونفعنا بعلومه وجمع بيننا وبينه في مستقر رحمته وقد كتبت ذلك جميعه من خطه بحمد الله وبإشارة ولده سيدنا الإمام العالم الفاضل القاضي شهاب الدين أحمد".
والمؤلف يقول في ختام عمله "وقد انتهى ما قصدناه من تراجم أصحابنا المتأخرين ﵏ أجمعين- وقد فرغت من هذه المبيضة في يوم الأربعاء بعد العصر حادي عشر شهر رمضان المعظم قدره سنة اثنين وأربعين وثمان مائة أحسن الله عقباها وذلك بمنزلي الجديد جوار جامع دمشق كلأها الله تعالى وسائر بلاد الإسلام وكان ابتداء جمع هذا المختصر من أوائل سنة تسع وثلاثين والحمد لله أولًا وآخرًا. . .".
وهذا يبين لنا أنه استمر في تأليفه الكتاب خلال أربع سنوات، ويلاحظ أن في بعض الأوراق تعليقات وهوامش وفي بعضها الآخر شطب
1 / 7
على بعض الأسطر، وهناك عدد من الحروف قد سجلت ولم يذكر فيها أي ترجمة، وبعض التراجم لم تكتمل، أو ذُكر فقط اسم صاحب الترجمة ولم يفصل فيها شيئًا، بالرغم أن المصنف ﵀ قال في نهاية الكتاب أنه فرغ من تأليفه إلا أنه ربما كان يود المعاودة واستكمال ما بقي والله أعلم بالصواب.
وفي النسخة بعض الإضافات أضافها الناسخ خاصة في ذكر التراجم الذين تأخرت وفاتهم بعد المصنف ﵀ مثل تقي الدين القلقشندي -٨٦٧ هـ وماهر المصري - ٨٧٧ هـ، وقد تكررت ترجمة الشيخ شمس الدين محمد بن الحسن الأسيوطي ٨٠٨ هـ.
جاء على ورقة الغلاف ترجمة مختصرة للمصنف ﵀ بخط مغاير جاء فيه "مؤلف هذا الكتاب هو العلامة المحقق والفهّامة المدقق شيخ مشايخ الإسلام سيد المدققين الأعلام، المرحوم العلامة القاضي رضي الدين محمد أبو البركات القرشي العامري الدمشقي الشهير كأسلافه بابن الغزي، أعاد الله تعالى علينا وعلى المسلمين من بركاته وبركات أسلافه".
وقيد وقف جاء فيه "أوقف هذا الكتاب الدستور الوقور المكرم الحاج محمد باشا والي الشام حالًا دام فضله على طلبة العلم وشرط أن لا يخرج من مكانه إلا لمراجعة وذلك سنة ١١٩٠ هـ" وعليها خاتم الواقف.
والنسخة مختومة بخاتم دار الكتب الظاهرية بدمشق. ومنها نسخة مصورة ومحفوظة بمكتبة المخطوطات بجامعة الكويت تحت رقم: ٢١١٩، وقد تفضل الأستاذ الكريم والأخ المفضال أبو عايض صلاح الشلاحي بإهدائي هذه النسخة من محفوظات مكتبته الزاهرة.
ثانيًا: نسخة الرباط:
وتقع هذه النسخة في ٧٩ ورقة من القطع الكبير في كل ورقة صفحتان في كل صفحة ٢٥ سطرًا تقريبًا والنسخة الأصلية محفوظة بالخزانة العامة بالرباط -المغرب- تحت رقم: ١٨٣٤ - د ومنها نسخة مصورة محفوظة بمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث - دبي، وقد تفضل الأخ الكريم
1 / 8
أبو عمر أوس سميح أبو زيد مشكورًا بتسهيل الحصول عليها من المركز.
وقد كُتبت النسخة بخط نسخ جميل وواضح، ورغم جماله فالناسخ متساهل في ضبط أسماء الأعلام والأماكن، وهي نسخة حديثة الكتابة يقول ناسخها "نسخه بقلمه الفقير إلى المولى وجوده عبد العزيز عطية خطاب حمودة، طالب بالقسم العالي للأزهر الشريف ١٥ جمادى أول ١٣٤٣ هـ - ١٢ ديسمبر ١٩٢٤ م.
وقد تميزت النسخة بالترتيب وتوزيع التراجم بصورة واضحة، وإدماج الهوامش والتعليقات في نسخة الظاهرية وكأنه اطلع عليها والله أعلم.
وقد جاء على غلاف النسخة قول الناسخ واصفًا الكتاب "وهو تراجم علماء القرن التاسع رتبه على حروف المعجم، وبدأ فيه بترجمة السراج البلقيني ثم بالمحمدين ثم بالأحمدين وبعد ذلك من حروف الهجاء من الألف إلى الياء".
وملاحظة قال فيها: "تنبيه لشيخ الإسلام الشيخ عبد الله الشرقاوي الشافعي شيخ الجامع الأزهر "طبقات الشافعية" مسماة ببهجة الناظرين أيضًا محفوظة بمكتبة رواق الشوام بالجامع الأزهر".
والنسخة عبارة عن مجموع أوله الكتاب الذي بين أيدينا والثاني كما يذكر الناسخ على الغلاف "ويليه مختصر طبقات الشافعية العلّامة أحمد بن محمد الأسدي وهي أكبر من التي قبلها والأسدي المذكور - توفي سنة ١٠٦٦ هـ" [وللأسدي المذكور ترجمة في الأعلام للزركلي ١/ ٢٣٨] وعلى النسخة خاتم الخزانة العامة بالرباط.
ملاحظة: توجد نسخة مصورة عن نسخة الظاهرية محفوظة بدار الكتب المصرية.
نسبة الكتاب للمصنف ﵀-:
ورد اسم الكتاب في معظم الكتب التي ترجمت المصنف ﵀
1 / 9
- فالسخاوي ﵀: ٩٠٢ هـ يقول في الضوء اللامع "وعمل كتابًا سماه بهجة الناظرين إلى تراجم المتأخرين من الشافعية المعتبرين، أوقفني عليه بدمشق". وذكره بروكلمان -في النسخة المترجمة ٦/ ١٢٥، والزركلي في الأعلام ٥/ ٣٣٣، وكحاله في معجم المؤلفين ٨/ ٢٧٩، ومجلة معهد المخطوطات العربية- المجلد الثاني - الجزء الأول: ص /١٢٧ (٤٢).
شكر وتقدير:
ويجب علينا في الختام أن نرد الفضل إلى أهله وننسب الخير إلى فاعليه، وإلى كل يد بيضاء شاركت في إبراز هذا العمل إلى النور وإيصاله إلى يدي القارئ، فأحق الناس بالدعاء من صنف هذا الكتاب - الإمام رضي الدين الغزي ﵀ مصنف هذا الكتاب ثم الناسخين ﵏ جميعًا وأجزل لهم المثوبة ملء السموات والأرض وما بينهما. اللهم آمين.
ثم أخص بالثناء والشكر أستاذنا الكريم وأخانا الفاضل أبا عايض صلاح الشلاحي الذي دل على المخطوط بداية ثم أهدى النسخة الظاهرية من مكتبته الزاهرة، والأخ المفضال أبا عمر أوس سميح أبو زيد الذي تكرم مشكورًا بإرسال نسخة الرباط المحفوظة بمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث - دبي، وكل من الأخوين الفاضلين جلال الدين غازي وأبو خالد ياسر الأُومري اللذين تكرما متفضلين بمراجعة النص ومقابلة النسخ.
كما لا يسعني إلا أن أشكر الأُخوة الأفاضل بمكتبة المخطوطات بجامعة الكويت بما كانوا يقدمونه من خدمة علمية وخاصة الأُستاذ الفاضل: أحمد دورماز -أخصائي المخطوطات بمكتبة الجامعة- وما يتميز به من سعة صدر ودماثة خلق وحب لخدمة الباحثين والرواد للمكتبة.
ويسرني أن أذكر بالشكر الجزيل والثناء والتقدير الأخوة الأفاضل بمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث -دبي- لما يلاقيه كل باحث من ترحيب وتقديم كل خدمة في سبيل خدمة التراث.
1 / 10
فشكر الله للجميع وجعل ذلك في ميزان حسناتهم يوم القيامة اللهم آمين.
وأختم بالقول: ما كان من صواب وتوفيق وسداد فمن فضل الله ﷿ ومنّه وكرمه، وما كان من تقصير وخلل فمن نفسي المقصرة ومن الشيطان. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
وكتب: أبو يحيى عبد الله الكندري
الكويت - الفحاحيل الزاهرة
الاثنين: ختام شهر صفر/ ١٤٢٠ هـ
الموافق ١٤/يونيو/ ١٩٩٩ م
1 / 11
ترجمة المصنف -رضي الدين الغزي-
﵀ ٨١١ - ٨٦٤ هـ
اسمه وكنيته ومولده:
هو رضي الدين أبو البركات محمد بن شهاب الدين أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن بدر بن مفرج العامري الغزي ثم الدمشقي الشافعي.
مولده: ولد في السادس عشر من رمضان سنة إحدى عشرة وثمان مائة للهجرة بدمشق الشام.
آل بيت الغزي:
المتابع للحركة العلمية في التراث الإسلامي يقف عند كثير من مميزاته ويلاحظ العديد من رسومه وفنونه المشرقة وصوره وأشكاله المتألقة التي فاقت العدّ والحصر والإحصاء والذكر.
ومن هذه المظاهر والمعالم الاهتمام الواضح بالعلم والعلماء والذي تبدى في عدة هيئات منها المدارس التي انتشرت في أنحاء العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه، والمصنفات التي زخرت بها المكتبات في شتى أنواع الفنون والعلوم والآداب.
وصورة أُخرى مشرقة تميزت بها هذه الحركة العلمية التراثية ألا وهي تتابع العلماء جيلًا بعد جيل في أسرة واحدة - آباء وأبناء وحفدة وربما
1 / 13
الأعمام والأخوال ولا تخلو من مشاركة المرأة في هذه الحياة العلمية -تستمر قرنًا وقرنين وثلاثة، والأمثلة على ذلك كثيرة أمثال آل المقدسي والسبكي وبني عبد الهادي وآل القلقشندي وسواهم كثير. . . ومنهم أُسرة مؤلف هذا الكتاب الذي بين أيدينا -آل الغزي- فقد استمر عطاء هذه الأسرة من أواخر القرن الثامن الهجري إلى النصف الثاني من القرن الحادي عشر الهجري متميزه بالعلم والتعليم وتولي التدريس والإفتاء ومناصب القضاء بالإضافة إلى عدد وافر من المصنفات في شتى أنواع الفنون، وهذه نبذة مختصرة عن هذه الأسرة المباركة.
ترجمة الأب شهاب الدين الغزي: ٧٧٠ - ٨٢٢ هـ ﵀-:
أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن بدر العامري الغزي ثم الدمشقي -ولد ونشأ بغزة وتحول إلى دمشق واستوطنها وأخذ بها عن جماعة من فضلائها وتولى إفتاء دار العدل والتدريس في عدة أماكن واشتهر برئاسة الفتوى ثم جاور بمكة ومات بها وله عدة مصنفات- وقد فصّل المصنف -ولده- ترجمته في الكتاب الذي بين أيدينا.
طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٤/ ٧٨ (٧٦٠) -العقد الثمين للفاسي ٣/ ٥٥ (٥٦٦) - إنباء الغمر لابن حجر ٧/ ٣٦٣ - الضوء اللامع للسخاوي ١/ ٣٥٦ - شذرات الذهب لابن العماد ٩/ ٢٢٤ - البدر الطالع للشوكاني ١/ ٧٥ (٤٢) - الأعلام للزركلي ١/ ١٥٩ - معجم المؤلفين - كحالة ١/ ٢٨٥.
ترجمة الابن -رضي الدين بن رضي الدين الغزي- ٨٦٢ - ٩٣٥ هـ ﵀-:
أبو الفضل محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن بدر العامري الغزي ثم الدمشقي، ولد بدمشق ونشأ تحت وصاية شيخ الإسلام زين الدين خطاب بن عمر بن مهنا الغزاوي شيخ الشافعية بدمشق بوصاية من والده الذي توفي بعد ولادته بسنتين، فنشأ محبًا للعلم مجتهدًا في طلبه حتى بلغ الفتيا والتدريس وولاية القضاء وله عدة مصنفات منها - جامع فرائد الملاحة
1 / 14
في جوامع فوائد الفلاحة- في الزراعة والدرر اللوامع نظم جمع الجوامع وألفية في اللغة وأخرى في علم الهيئة، وثالثة في الطب ومنظومة في علم الخط وأُرجوزة في الظاآت.
شذرات الذهب لابن العماد ١٠/ ٢٩٢ - الكواكب السائرة ٢/ ٣ الأعلام للزركلي ٧/ ٥٦.
ترجمة الحفيد: بدر الدين الغزي ٩٠٤ - ٩٨٤ هـ ﵀-:
أبو البركات محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن بدر العامري الغزي ثم الدمشقي، مولده ونشأته ووفاته بدمشق، اعتنى به والده مبكرًا وأحضره على مشايخ عصره في الشام ومصر فبرع ودرس وأفتى ومشايخه أحياء وتصدر للتدريس والإفتاء وهو في السابعة عشر من عمره عام ٩٢١ هـ وبعدها تولى القضاء وأكثر من التصنيف حتى بلغت مؤلفاته أكثر من مائة مصنف من شتى أنواع الفنون والعلوم.
شذرات الذهب لابن العماد ١٠/ ٥٩٣ - الكواكب السائرة ٣/ ٣.
الأعلام للزركلي- ٧/ ٥٩ - معجم المؤلفين - كحالة ١١/ ٢٧٠.
ترجمه ابن الحفيد -نجم الدين الغزي- ٩٧٧ - ١٠٦١ هـ ﵀-:
أبو المكارم محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن بدر العامري الغزي ثم الدمشقي -مؤرخ باحث أديب مولده ووفاته في دمشق، من مشاهير كتبه- الكواكب السائرة في تراجم أعيان المائة العاشرة، وحسن التنبه لما ورد في التشبه، وعقد الشواهد، وإتقان ما يحسن من بيان الأخبار الدائرة على الألسن.
خلاصة الأثر ٤/ ١٨٩ - الأعلام للزركلي ٧/ ٦٣ معجم المؤلفين - كحالة - ١١/ ٢٨٨.
1 / 15
مشايخه وأقرانه:
الكتاب الذي بين أيدينا عبارة عن موسوعة تفصيلية لمشايخ المصنف ومعاصريه وأقرانه - الذين أخذ عنهم وأخذوا عنه وقرأ عليهم ونظروا في كتبه وعلقوا عليها وراسلهم وكتبوا إليه، فهو يقول في مقدمة الكتاب ". . . وبعد فهذا مختصر لطيف قصدت به ترجمة الأئمة من أصحابنا الشافعية المتأخرين وأعني بهم من أدركتهم واجتمعت بهم من العلماء البارعين، وبعضهم مشايخي الذين أخذت عنهم العلم من أهل الفضل والحلم. . . ".
وقد بدأ المصنف ﵀ كتابه بترجمة شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني ٨٠٥ هـ باعتباره أُستاذ العصر وإمام القرن وكل من جاء بعده فهم تلاميذه وطلابه والآخذين عنه فهو يقول في مقدمة الكتاب: "وصدرتهم بالإمام العلامة شيخ الإسلام سراج الدين. . . البلقيني. . . تغمده الله بالرحمة والرضوان، إذ هم على الحقيقة في العلم أولاده وبه افتخروا وسادوا، فهو في هذا العصر بالنسبة إلينا كالشافعي وهم أصحابه، واعلم أني إذا أطلقت في هذا المختصر الشيخ فمرادي الشيخ سراج الدين البلقيني المذكور وإن أردت غيره قيدته. . . ".
ومن مشاهير مشايخه الذين أخذ عنهم وصحبهم وترجم لهم في هذا المصنف الإمام شهاب الدين ابن حجر العسقلاني ٨٥٢ هـ فقد اعتمد في كثير من تراجمه على أقواله وهو يكثر من قوله "قال شيخنا ابن حجر".
ومن مشايخه أيضًا الذين ترجم لهم محيي الدين المصري وهو من تلاميذ الإمام البلقيني ويقول عنه ". . . وممن تخرج عليه أيضًا من علماء دمشق شيخنا العلامة محيي الدين المصري. . . " ومنهم ابن قاضي شهبة ٨٥١ هـ وولي الدين أبو زرعة العراقي ٨٢٦ هـ والشيخ العلامة شمس الدين البرماوي.
أما عن أقرانه وأصحابه ومعاصريه فيذكر منهم الشيخ شمس الدين المكيسي ٨٤٠ هـ ويقول عنه ". . . كان كثير التودد والتردد والمحبة لي وبيننا من قديم صحبة أكيدة. . . "، ويقول عند ذكر ابن ناصر الدين ٨٤٣ هـ
1 / 16
"وذاكرته في أنواع العلوم فوجدته كما وُصف وأبلغ. . . واجتمعنا هناك مرات في القلعة في قراءة الحديث. . . وزادت المودة بيننا. . . " وسوى هؤلاء وهؤلاء كثير ذكرهم في هذا المصنف ﵀.
مؤلفاته:
١ - أدب القضاء -ذكره بروكلمان- مخطوط في برلين رقم ٩٧٢.
٢ - بهجة الناظرين إلى تراجم المتأخرين من الشافعية البارعين - الكتاب الذي بين أيدينا.
٣ - سيرة الملك الظاهر جقمق ٨٥٦ هـ ذكره صاحب كشف الظنون وكحالة في معجمه.
٤ - مناسك الحج - ذكره كحالة في معجمه.
وفاته:
قال السخاوي ﵀ في الضوء اللامع في ذكر وفاة المصنف ﵀:
"مات في يوم الخميس مستهل ربيع الأول سنة أربع وستين وصلى عليه عقب الظهر بجامع دمشق ثم بجامع تنكز ودفن بمقبرة الصوفية عند رجلي الشهاب ابن نشوان بوصية منه -رحمهما الله وإيانا".
مصادر ترجمة المصنف ﵀-:
الضوء اللامع للسخاوي ٦/ ٣٢٤ (١٠٦٠) -كشف الظنون ٣٤ - بروكلمان -مترجم- ٦/ ١٢٥ - مجلة معهد المخطوطات العربية المجلد الثاني -الجزء الأول- سنة ١٩٥٦ م - ص / ١٢٧ ترجمة رقم (٤٢).
الأعلام للزركلي ٥/ ٣٣٣ - معجم المؤلفين- كحالة - ٨/ ٢٧٩.
* * *
1 / 17
كِتَابُ
بَهْجَة النَّاظِرِينَ
إلى تراجم المتأخرين
مِن الشَّافعيّة البَارعين
تصنيف
الإمَام رضيّ الدّين أبي البَركَات محمَّد بن أحمَد بن عَبد الله
الغزّي العَامِري الشَّافِعي "ت ٨٦٤ هـ"
ضَبط النّص وعَلّق عَلَيه
أبو يحيى عَبد الله الكندري
1 / 19
ورقة الغلاف - نسخة الخزانة العامة بالرباط - المغرب
1 / 21
الورقة الأولى - نسخة الخزانة العامة بالرباط - المغرب
1 / 22
الورقة الأخيرة - نسخة الخزانة العامة بالرباط - المغرب
1 / 23