ومنها ما وقع في السير عند ابتداء الأذان ، أنه صلى الله عليه وسلم إئتمر هو وأصحابه كيف يجمع الناس للصلاة ؟ فقيل له : انصب راية عند حضور الصلاة : فإذا رآها الناس أعلم بعضهم بعضا ، فلم يعجبه ذلك ، فذكر له بوق يهود وهو القرن الذي يدعون به لصلاتهم ، فيجتمعون لها عند سماع صوته ، فكرهه صلى الله عليه وسلم وقال : ( هو من أمر اليهود ) فذكر له الناقوس الذي يدعون به النصارى لصلاتهم فقال : ( هو من أمر النصارى ) فقالوا له : لو رفعنا نارا فإذا رآها الناس أقبلوا إلى الصلاة ، فقال : ( ذلك للمجوس ) وقال عمر : تبعثون رجلا ينادي بالصلاة ، ففعلوا ذلك ، وكان المنادي هو بلال رضي الله عنه ، وكان اللفظ الذي ينادي به بلال : الصلاة جامعة ، كما رواه ابن سعد وسعيد بن منصور عن سعيد بن المسيب مرسلا ، وذلك قبل رؤيا عبدالله بن زيد الأنصاري صفة الأذان ، فلما رآها وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنها رؤيا حق فلقنها بلالا فهو أندى منك صوتا ) واستقر الأذان من يومئذ .
Shafi 32