إني عرفت علاج الجسم من وجعي ... وما عرفت علاج الحب والجزع
جزعت للحب، والحمى صبرت لها ... إني لأعجب من صبري ومن جزعي
من كان يشغله عن حبه وجع ... فليس يشغلني عن حبكم وجعي
فقال أبو عبد الله:
وما أمل حبيبي، ليتني أبدًا ... مع الحبيب، ويا ليت الحبيب معي
فأمر له على هذا البيت بألف دينار.
وبهذا الإسناد عن الإمام الحافظ ابن عساكر
قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن المحسن بن أحمد الملحي لفظًا - وكتبه لي بخطه - قال: حدثني السابق أبو اليمن محمد بن الخضر المعري، قال: اجتمعت بأبي عبد الله ابن الخياط - يعني الشاعر الدمشقي بطرابلس - وكنت أنا وهو نجلس في دكان عطار نصراني، يعرف بأبي المفضل، فيه ذكاء ومحبة للأدب، فخرجنا يومًا إلى ظاهر البلد، فاخترنا موضعًا نجلس فيه على غدير هناك، فقال ابن الخياط بديهيًا:
أو ما ترى قلق الغدير كأنه ... يبدو لعينك منه حلى مناطق
مترقرق لعب الشعاع بمائه ... فتراه يخفق مثل قلب العاشق
فإذا نظرت إليه راقك لمعه ... وعللت طرفك من سراب صادق
ولم يفتح الله على السابق ولا بلفظة، فقال العطار:
قد كنت أرجو أن تكون مصليًا ... حتى رأيتك سابقًا للسابق
فاستحسنا ما أتى به العطار، وجعلناه من مأثور الأخبار.
قال أبو عبد الله: وكان السابق لا يحفظ من شعره بيتًا واحدًا، وأبو عبد الله بن الخياط بخلافه، يحفظ شعره منذ عمله إلى أن مات.
ومنه إجازة أكثر من بيت بأكثر من بيت
فمن ذلك ما ذكره الثعالبي في كتاب اليتيمة من حكاية أبي الفرج الببغاء في دير مران، ووصفها بأن قال: وهي وإن كان فيها بعض طول، فالبديع غير مملول؛ وكل ما أرويه وأسنده إلى اليتيمة في هذا الكتاب فهو مما أجازه لي القاضي الفقيه نبيه الدين أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي - رحمه الله تعالى - قال: أخبرنا الشيخ الفقيه أبو القاسم علي بن مهدي الإسكندري، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار بن سلامة الهذلي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسن التميمي، قال: أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن محمد النيسابوري، قال:
1 / 71