ثم قلت لرزين: أجز: فقال:
في مضغ أعراضهم من خبزهم عوض ... بنو النفاق وآباء الملاعين
قال ابن الأشعث: وكان هذا أقوى الأسباب في مهاجاته لأبي سعيد المخزومي.
وروي لنا أن العباس بن الأحنف
دخل على الذلفاء جارية ابن طرخان فقال لها: أجيزي:
أهدى له أصحابه أترجةً ... فبكى وأشفق من عيافة زاجر
فقالت ارتجالًا:
خاف التلون في الوداد لأنها ... لونان باطنها خلاف الظاهر
فجن استحسانًا، وحلف لها - وكانت تعزه - إن ادعته ما دخل دارها. فتركته له فاستلحقه.
وذكر ابن القمي في كتاب النباهة قال
دخل أبو السمراء على نخاس، فسمع بكاء من داخل البيت وقائلة تقول:
وكنا كزوجٍ من قطًا في مفازةٍ ... لدى خفض عيشٍ مونق معجبٍ رغد
أصابهما ريب الزمان فأفردا ... ولم نر شيئًا قط أوحش من فرد
فقال للنخاس: أخرجها، فقال: إن صاحبها مات، وهي شعثة مغبرة.
قال: فخرجت فقال لها: قولي في معنى هذا، قالت: أي معنى؟ قال: في معنى هذين البيتين اللذين تمثلت بهما، فقالت:
وكنا كغضى بانةٍ وسط روضةٍ ... نشم جنى الجنات في عيشة رغد
فأفرد هذا الغصن من ذاك قاطع ... فيا فردةً باتت تحن إلى فرد!
فكتب الأمير أبو السمراء عبد الله بن طاهر بخبرها، فكتب: إن أجازت هذا البيت فاشترها، وهو:
بعيد وصلٍ بديع صد ... جعلته في الهوى ملاذا
فقالت مسرعةً:
فعاتبوه فزاد شوقًا ... فمات عشقًا، فكان ماذا؟
فاشتراها أبو السمراء، فماتت من الغد.
وروى إبراهيم بن محمد اليزيدي، قال
كنت عند المأمون يومًا وبحضرته عريب، فقالت لي - على سبيل الولع والعبث - ياسعلوس - وكانت جواري المأمون يلقبنني بها عبثًا - فقلت:
فقل لعريب لا تكوني مسعلسه ... وكوني كتتريفٍ وكوني كمؤنسه
قال: فبدرني المأمون فارتجل:
فإن كثرت منك الأقاويل لم يكن ... هنالك شك أن ذا منك وسوسه
1 / 49