وفي منتهاك الأشرف الصل للورى ... دليل يحوز الشفع في المجد فرده
ويمناك يوم الجود ترب الحيا أغدت ... ألا فهي أقسام السمح وحده
لك المرهف السفاح بالفتح مثنى ... مع العلم الموعود بالنصر جنده
وجمعت شتى الجود في وتر راحة ... فغيث الندى منها قد انهل عهده
فكم كامل الأوصاف والذات ماجد ... إلى ذلك الهامي العميم مرده
علي يمين قلتها غير حانث ... لجودك تنظم النوال ونضده
فقد عز في الدنيا له المثل في العلى ... فما يوسف إلاّ الحيا طاب ورده
وأبن المسامي والمضاهي مجادة ... لناصر دين الله والمجد مجده
سففي الفخر أضحى الفضل والمجد طبعه ... وفي الدهر أمسى ليس يوجد نده
ومحتده السامي الكريم نجاره ... يماثله في رفعة القدر بنده
فشتى الخلال العز جمعهن عنده ... بما حاز من علم ودين يمده
ودونك الأعطاف تلعب بالنهى ... فتسبى الحجا طورا وطورا ترده
هدية عبد مخلص لك قلبه ... وفي تلكم الذات الكريمة وده
فالفاظها تحكي جمان دموعه ... وقرطاسها يحكيه في اللون خده
قال جامع هذا التصنيف: أشار الرئيس أبو يحيى بهذا الشطر الأخير إلى الكاغد الأصفر الذي كانت فيه هذه القصيدة مكتتبة، ثم قال:
وأنقاسها من كل لون غريبها ... وترتيبها من ذاته يستهده
فأكحلها من مقلتي أستميحه ... وأحمرها من أدمعي أستمده