فقال قدري بهدوء: قلت إنه لا ينبغي أن أحيا.
فهتفت أميمة: كيف سولت لك نفسك قتله؟!
فقال قدري في يأس: لا جدوى من النواح، إني مستعد للعقاب، والقتل أهون مما أعاني.
فقال أدهم بحنق: لكنك جعلت حياتنا أيضا أفظع من الموت.
وهبت أميمة هاتفة وهي تلطم خديها: لن أحب هذه الحياة، ادفنوني مع ابني، لماذا لا تدعني أصوت؟
فقال أدهم بمرارة وسخرية: ليس شفقة على حنجرتك، ولكني أخشى أن يسمعنا الشيطان.
فقال قدري باستهانة: فليسمع كيف شاء، لم أعد أكترث للحياة.
وإذا بصوت إدريس يعلو قريبا من مدخل الكوخ: أخي أدهم! تعال يا مسكين!
فسرت الرعدة فيهم جميعا، غير أن أدهم صاح به: عد إلى كوخك، واحذر أن تستفزني.
فقال إدريس بصوت قوي: شر أهون من شر، مصيبتكم نجتكم من غضبي، ولكن لندع هذا الحديث، كلانا مصاب، أنت فقدت العزيز الغالي، وأنا ضاعت ابنتي الوحيدة؛ كان الأبناء عزاءنا في منفانا ولكنهم ذهبوا، تعال يا مسكين نتبادل العزاء.
Shafi da ba'a sani ba