ونظر نحو زوجه كأنما ينشد تأييدا فقالت أميمة: نعم، مثل أبيها.
فبصق أدهم قائلا: ملعونة هي وأبوها!
فتساءل همام: ألا يفسد هذا الحديث علينا طعامنا؟
فقالت أميمة برقة: لا تبالغ .. إن أسعد الأوقات وقت اجتماعنا.
هنا ترامى إليهم صوت إدريس كالهدير وهو يلعن ويسب، فقال أدهم بتقزز: بدأت صلاة الصبح!
وتناول آخر لقمة ونهض، ثم اتجه نحو عربته وراح يدفعها أمامه وهو يقول: «تركتكم بعافية.» فردوا عليه: «مع السلامة!» ومضى الرجل مبتعدا صوب الجمالية. وقام همام فمضى نحو الحظيرة من ممشى جانبي، وما لبث أن تعالى ثغاء الأغنام ووقع أظلافها فملأت الممشى في طريقها إلى الخارج. ونهض قدري كذلك فتناول عصاه ولوح لأمه مودعا ولحق بأخيه. وعندما اقتربا من كوخ إدريس تصدى لهما فتساءل ساخرا: بكم الرأس يا جدع؟
فحدجه قدري بنظرة حب استطلاع على حين تجنب همام النظر إليه.
وعاد إدريس يتساءل في إنكار: ألا يتفضل أحدكما بالجواب يا ابني بياع الخيار؟
فقال قدري بحدة: إذا أردت الشراء فاذهب إلى السوق!
فتساءل إدريس مقهقها: وإذا قررت الاستيلاء على إحداها؟
Shafi da ba'a sani ba