240

Yaran Unguwarmu

أولاد حارتنا

Nau'ikan

ثم نظر إليها باسما وهو يقول: وستكونين رسولي إذا احتجت إلى رسول، وبذلك تشتركين في عملنا!

فتهلل وجه المرأة بشرا، ونطقت عيناها بالعزة، فأردف قائلا: إذا أذنت الأقدار بأن يوزع الوقف كما نريد فلن تحرم منه امرأة، سيدة كانت أم خادمة!

عقدت الدهشة لسان المرأة، فعاد يقول: قال الواقف: إن الوقف للجميع، وأنت يا سكينة حفيدة الواقف مثل قمر سواء بسواء.

واكتسى وجه المرأة بالبهجة ورنت إلى سيدها بامتنان. وترامت من الحارة أنغام مزمار راقصة. وصاح صائح: «لهيطة .. ألف مرة». فتحول قاسم نحو الطريق فرأى موكب الفتوات وهم يخطرون على الجياد المزينة، والناس تستقبلهم بالهتاف والإتاوات، ثم مضوا نحو الخلاء؛ ليتنافسوا كعادتهم في الأعياد في مضمار السباق والتحطيب .. وما إن اختفى موكبهم حتى ظهر عجرمة في الحارة وهو يترنح سكرا. ابتسم قاسم لدى ظهور الشاب الذي يعد من أصدق شباب النادي، وتابعه بعينيه حتى وقف في مركز الوسط من حي الجرابيع وصاح: أنا جدع!

فهبط عليه صوت ساخر من أول ربع في حي آل رفاعة قائلا: يا زين الجرابيع!

فرفع عجرمة نحو النافذة عينين حمراوين وصاح بصوت مخمور: جاء دورنا يا غجر!

والتف حوله غلمان وسكارى ومساطيل في ضجة عالية من الغناء والزغاريد والطبل والزمر، وإذا بصوت يصيح: اسمعوا .. جاء دور الجرابيع .. ألا تريدون أن تسمعوا؟!

فهتف عجرمة وهو يترنح: جد واحد للجميع، وقف واحد للجميع. والسلام على الفتونة.

ثم غاب في الزحام. وسرعان ما وثب قاسم واقفا فتناول عباءته، وغادر الحجرة مسرعا وهو يقول: الله يلعن الخمرة وزمانها!

77 - تجنبوا الظهور بين الناس وأنتم سكارى.

Shafi da ba'a sani ba