فنطقت أساريره بالامتثال. وسأله الرجل: من الذي أخبرك بالكتاب؟
فقال أدهم دون تردد كوعاء تحطم فسال ما فيه: إدريس. - متى؟ - صباح الأمس. - كيف تم اللقاء بينكما؟ - اندس بين المستأجرين الجدد وانتظر حتى انفرد بي. - لماذا لم تطرده؟ - عز علي طرده يا أبي.
فقال الجبلاوي بحدة: لا تخاطبني بالأبوة.
فاستجمع أدهم قواه قائلا: إنك أبي على رغم غضبك وعلى رغم حماقتي. - أهو الذي أغراك بفعلتك؟
وأجابت أميمة دون أن يوجه إليها السؤال: نعم يا سيدي.
فهتف الجبلاوي: اخرسي يا حشرة! (ثم موجها الخطاب إلى أدهم): أجب! - كان يائسا حزينا نادما وود لو يطمئن على مستقبل ذريته. - وفعلت هذا من أجله! - كلا ... اعتذرت له عن عجزي. - وماذا غيرك؟
فتنهد أدهم يائسا وتمتم: الشيطان!
فسأله ساخرا: هل أخبرت زوجتك بما جرى بينك وبينه؟
هنا انتحبت أميمة فنهرها الجبلاوي أن تخرس، وحث أدهم على الإجابة بإشارة من أصبعه، فقال: نعم. - وماذا قالت لك؟
لاذ أدهم بالصمت كي يزدرد ريقه فصاح به: أجب يا وضيع! - وجدت بها رغبة في الاطلاع على الوصية، وظنت أن ذلك لن يضر أحدا.
Shafi da ba'a sani ba