لا بد من النقد وتمييز الخبيث من الطيب، وإلا سارت الأمة في طريق محفوف بالمصاعب، وكانت سيئاتها أكثر من حسناتها.
فإذا عرفت الغاية واستبانت، فلا بد من النظر في الوسائل، فقد يشرق الإنسان وهو يريد أن يغرب إن لم يستوثق لنفسه. وانظر أمة أرادت تعليم أولادها مثلا، فأكثرت المدارس العالية، وأهملت المكاتب الأولى، فإنها لا تصل إلى ما تريد، وكذلك أمة تقصر جهدها على الشكل، ولا تهتم بتجارتها وصناعتها ونحو ذلك من شروط الحياة الصحيحة.
حتى إذا عرفت الغاية، واختيرت الوسائل، جاء وقت العمل، ولا بد له من الدأب والصبر، حتى ينجح السعي ويحمد الكد، وإلا ضاع الزمن بين الإقدام والإحجام، وسارت كل طائفة مراحل من الطريق ثم وقفت، فتستأنف السير طائفة أخرى تقف حيث وقفت الأولى أو قريبا منها، فإذا جهد كثير ضائع، وسعي غير نافع، وإذا الأمة لا تزال في أول الطريق.
إذا عرفت الأمة الغاية والوسيلة، ثم عملت واستمرت، وصابرت وصبرت، فلن يقوى أحد على أن يصدها في طريقها، أو يعوقها عن غايتها، ومن ذا الذي يعطل القوانين الطبيعية، أو يبطل السنن الاجتماعية؟ بل من يمنع النتيجة إذا تمت المقدمات، ويحول دون الغاية إذا وضح الطريق، وأزيلت العقبات؟
سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا .
الإخوان1
من لي بقوم من الإخلاص طينتهم
لدى الشدائد والسراء إخوان؟
قد حالفوا الحق لا يخشون لائمة
في الله ثبتهم في الحق إيمان
Shafi da ba'a sani ba