204

ورقة مستطيلة، عليها كلمات صينية، وفوقها باللغة العربية كلمة الإسلام «لا إله إلا الله محمد رسول الله» اتباعا للمألوف في المسكوكات الإسلامية، وتحت هذا اسم الكاتب، ودائرة كتب فيها قيمة الورقة، وكانت القيمة تختلف من نصف درهم إلى عشرة دنانير، ومما كتب على هذه الأوراق هذه الكلمات الهائلة: «أصدر ملك العالم هذه الجاو المباركة سنة 693ه، فمن غيرها أو محاها يقتل هو وزوجه وأولاده، ويصادر ماله.»

وأرسلت إلى المدن منشورات تبين فوائد التعامل بهذه الأوراق، وتبشر الناس أن الفقر والبؤس سيزولان لا محالة إن دام التعامل بها، ومما جاء في هذه المنشورات هذا البيت:

چاو أكرد رجهان روان كردد

رونق ملك چاودان كردد

وترجمته: «إذا راجت في العالم الجاو دام رونق الملك أبدا.»

ومما جاء في قانون هذه الأوراق أن الورقة التي تمزق أو تبلى، ترد إلى الجاوخانة، ويعطى صاحبها ورقة أخرى تنقص عنها عشر القيمة.

ثار الناس على هذه الأوراق: يروى أنه جعل موعد تداولها في مدينة تبريز شهر ذي القعدة سنة 693ه، فلما جاء الموعد أقفلت الحوانيت ثلاثة أيام، ووقفت الأعمال، وأبى الناس أن يقبلوا «الجاو المباركة».

وكان أعظم رجال الدولة نصيبا من سخط الناس وبغضهم: عز الدين المظفر، الذي وكل إليه إخراج الأوراق والقيام عليها، ومما قيل فيه:

توعز ديني وظل جهاني

جهانرا هستيء تونيست درخور

Shafi da ba'a sani ba