إذا طرق المسكين بابك فاحبه
قليلا ولو مقدار حبة خردل
ولا تحتقر شيئا تساعفه به
فرب حصاة أيدت ظهر مجدل
مصطفى الصادق الرافعي1
«قال قائل: مات سنائي!
إن موت هذا العظيم ليس خطبا أمما، لم يكن تبنة ذهبت بها الريح، ولا كان ماء جمد في الزمهرير، ولا كان مشطا كسرته شعرة، ولا كان حبة سحقتها الأرض، إنما كان كنزا من الذهب في هذا التراب، لا يزن العالمين بمثقال ذرة.
لقد رمى القالب الترابي إلى التراب، وحمل الروح والعقل إلى السماوات.»
2 •••
ذكرت هذه الأبيات، أبيات جلال الدين الرومي، حينما قرأت نعي الرافعي. وا عجبا! أنضبت هذه النفس الفياضة؟ أذبل هذا الخلق النضير؟ أخمدت هذه الجذوة؟ أأطفئ هذا المصباح؟ أكلت هذه العزيمة الماضية؟ أفترت هذه الهمة الدائبة؟ أأظلم هذا القلب الذي يملأ الدنيا ضياء؟ أوقف هذا الفكر السيار؟ أوقع هذا الخيال الطيار؟ أسكن هذا القلم المصور الذي يصبغ العالم كما يشاء، يضحكه ويبكيه، ويسخطه ويرضيه، والذي إن شاء صور أحزانه مواسم، وإن شاء رد أعياده مآتم؟
Shafi da ba'a sani ba