58

Atyaf Min Hayat May

أطياف من حياة مي

Nau'ikan

كان أحرى بك الديار من القب

ر، وثوب العروس من أكفانه

سوف ألقاك في الثرى عن قريب

كل حي موكل بزمانه»

قرأت «مي» هذه الأبيات، فبكت واكتأبت، وبعثت إليه برسالة تقول فيها: «لقد أبكيتني كثيرا، وإني لأشعر بالكآبة تعذب نفسي، وتسيطر على حسي.» ثم ترجمت له فصلا كتبته بالفرنسية في كتابها «زهرات الحلم» بعنوان: «كآبة» تقول فيه: «حزينة اليوم روحي، وحزنها القائم مؤلمي، فعلام الاكتئاب؟

أترى الأوراق المتناثرات عن غصونها تدري لأي غرض تقلبها الريح، وتتلاعب بها في تطايرها؟

إنها لتتناثر تلك الوريقات المسكينة، وتتهاوى أكواما، هي التي كان يمضها أسر الالتصاق بشجرة أنالتها الحياة، هي التي نزعت إلى الانعتاق والتحرر، ها هي في نهاية الأمر فائزة بحريتها.

كم تخال مغتبطة لهذه الوريقات المصفرة الذابلة، المتجمدة، المتغضنة المنقبضة! كم هي مغتبطة بهذا الانفصال؟»

إلى أن تقول في النهاية: «أيها الإله ...

لماذا وضعت في عيني الإنسان هذه العبرات؟ وقضيت بألا تجف، ولا تنضب؟

Shafi da ba'a sani ba