فتكلم بفكرة الجبر، وتعطيل صفات البارئ ﵎، وفكرة الإرجاء١ وأن الإيمان هو المعرفة بالله، والكفر هو الجهل به، وقال بخلق القرآن٢، وغير ذلك من الأفكار الخبيثة التي أحدثت جدلًا وفرقة، ونتج عنها فتن داخل الأمة الإسلامية.
١ الإرجاء: معناه في اللغة التأخير، والمراد به تأخير العمل عن الإيمان، حيث زعموا أن الأعمال الصالحة من الأقوال، والأعمال غير داخلة في مسمى الإيمان، وترتب على هذا القولُ بعدم زيادة الإيمان ونقصانه، والمرجئة فرق كثيرة مختلفة في قولها في الإرجاء. فمنهم الجهمية الذين قالوا: الإيمان هو المعرفة فقط، ومنهم من قال: هو تصديق القلب، كالأشاعرة ومن نحا نحوهم، ومنهم من قال: هو قول اللسان كالكرامية، ومنهم من قال هو: تصديق القلب وقول اللسان.
انظر: الفرق بين الفرق ٢٠٢، ومجموع الفتاوى لابن تيمية ٧/١٩٥.
٢ القول بخلق القرآن: عقيدة باطلة، قالت بها الجهمية، وتبعها على ذلك المعتزلة، وهي حقيقة قول الأشعرية والماتريدية، وهي ناتجة عن تعطيل صفات الله، وإنكارهم صفة الكلام لله ﷿.
والذي دل عليه القرآن والسنة، وعليه السلف الصالح أن الله تعالى يتكلم حقيقة، بكلام بدأ منه بحرف وصوت، يسمع منه متى شاء كيف شاء، والقرآن كلام الله منزل غير مخلوق.
وقد استقصى علماء السلف الأدلة على ذلك في كتب السنة والإيمان والتوحيد.
انظر: مثلًا: كتاب التوحيد من صحيح البخاري.
وانظر: مجموع الفتاوى ١٢/١١٨-١٢٥، والإبانة عن أصول الديانة لأبي الحسن الأشعري تحقيق د. فوقيه حسين محمود ص١٤، ١٥، ٦٣ وما بعده دار الأنصار، مصر، ط: الأولى ١٣٩٧هـ.