178

Atar al-uwal fi tartib al-duwal

آثار الأول في ترتيب الدول

Nau'ikan

لذلك الخصيان ليتناولوا ذلك من النساء ويحضروه عند الرجال، ثم اتخذ بعد ذلك الصغار من المماليك. وأما السماع فكانت الملوك المتقدمون والخلفاء الذين يسمعون الغناء يحضرون الندماء في مجالسهم والجواري يغنين من وراء الستائر، وكانت هذه منهم خلة غير مرضيه، لكن يستحب ممن يحضر مجالس الملوك لذلك أو لغيره أن يكون فيه من العفة والنزاهة والثبات ما تحمد عاقبته وإلا فهو على خطر.

يحكى أن بعض الملوك جاءته هدية سنية فيها ثياب فاخرة وحلى وجوهر نفيس، وعنده جارية له حظية، فخيرها الملك الثياب أو الحلي، فتحيرت ونظرت إلى الوزير وهو بين يديه كالمستشيرة له، فغمزها على أخذ الحلىي، وحانت من الملك التفاتة إليهما فراهما، فاخذت التياب حتى لا يفطن لها، وأقام الوزير مدة عشرة أعوام يكسر على عينه كلما دخل على الملك حتى اعتقد الملك أن تلك عادة، والوقائع فى هذا المعنى كثيرة، والكتب بذلك مشحونة.

ولما اجتمع محمد الباقر(1) رضى الله عنه بالحجاج(2) وجادله وقهره، فاحضر له جارية جميلة وفرسا رائعا سابقا وألف دينار، وقال له: اختر من هذو الثلاثة واحدة، فتفكر فى نفسه وقال: اخترت الفرس، فغمزته الجارية تريد أن ينقذها من الحجاج، فانشد محمد الباقر :

Shafi 224