ورداؤه وشيء من شعره وظفره فكفن بردائه وإزاره وحشى شعره وظفره بفيه ومنخره بوصية منه. انتهى.
قلنا: فما صح من الشعرات التي تداولها الناس بعد ذلك فإنما وصل إليهم مما قسم بين الأصحاب (رضي الله عنهم)، غير أن الصعوبة في معرفة صحيحها من زائفها، وسنورد ما اتصل بنا من أخبارها كما بلغنا وعلى ما رأيناه مسطورا، تاركين للقراء الكرام الحكم فيها بما تطمئن إليه نفوسهم. (1) الشعرات الواردة في الأخبار (1-1) شعرة كانت عند المرشدي بمكة
ذكرها العلامة السخاوي في الضوء اللامع في ترجمة أبي عبد الله محمد بن أبي بكر المعروف بالمرشدي المولود سنة 763 بمكة والمتوفى بالمدينة سنة 829 فقال عنه: «كان خيرا دينا ورعا زاهدا متجمعا عن الناس، زار النبي
صلى الله عليه وسلم
أكثر من خمسين سنة مشيا على قدميه، وكذا زار بيت المقدس ثلاث مرار ولقي بها رجلا صالحا كانت عنده ست شعرات مضافة للنبي
صلى الله عليه وسلم
ففرقها عند موته على ستة أنفس بالسوية كان هذا أحدهم كما سبق في ترجمة ولده عمر». انتهى. والصواب أنه فرقها على ثلاثة أنفس لا ستة على ما ذكره في ترجمة ولده المذكور عمر بن محمد المرشدي المتوفى سنة 862 فإنه قال فيها: «وكانت عنده شعرة مضافة للنبي
صلى الله عليه وسلم
تلقاها عن أبيه المتلقى لها عن شيخ ببيت المقدس كانت عنده ست شعرات ففرقها عند موته بالسوية على ثلاثة أنفس هو أحدهم فضاعت شعرة منهما وقد تبركت بها عنده سنة ست وخمسين». انتهى. ومراده أنه تبرك بها في مكة لما حج، ثم ورث هذه الشعرة أبو حامد المرشدي عن أبيه عمر المذكور، وذكرها السخاوي في ترجمته بالضوء اللامع في باب الكنى؛ لأن كنيته اسمه وهو أبو حامد بن محمد المرشدي المولود تقريبا سنة بضع وخمسين وثمان مائة قال السخاوي: «وهو خير متعبد زائد الفاقة عنده شعرة منسوبة للنبي
صلى الله عليه وسلم
Shafi da ba'a sani ba