Ashraf Wasail
أشرف الوسائل إلى فهم الشمائل
Bincike
أحمد بن فريد المزيدي
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
Inda aka buga
بيروت - لبنان
Nau'ikan
(١) قلت: لقد نقل هذا الكلام الذى أورده المصنف وكلا من: على القارئ، وعبد الرءوف المناوى فى شرحيهما للشمائل، ورموا أئمة الحنابلة كابن تيمية بالضلال والإضلال، لا حول ولا قوة إلا بالله. إننا لو استقرأنا كتاب الله تعالى لوجدنا أن لفظ (اليد) جاء فى القرآن على ثلاثة أنواع: مفردا بِيَدِكَ اَلْخَيْرُ [آل عمران:٢٦]، ومثنى لِماخَلَقْتُ بِيَدَيَّ [ص:٧٥]، وجمعا مِمّاعَمِلَتْ أَيْدِينا [يس:٧١]. فإذا ما رجعنا هذه الاستعمالات الثلاثة لليد نجد أن الله إذا ذكر اليد مثناة، فيضيف الفعل إلى نفسه بضمير الإفراد، ويتعدى الفعل بالباء إليهما أى إلى اليدين لِماخَلَقْتُ بِيَدَيَّ. وإذا ذكرها تعالى بصيغة الجمع أضاف العمل إلى اليد، والفعل يتعدى بنفسه لا بالباء مِمّاعَمِلَتْ أَيْدِينا. وفى حالة الجمع يكون معنى عملت أيدينا، أى عملنا نحن، وهو يساوى عملنا وخلقنا ورزقنا وغير ذلك، ومن الجائز أن يضاف الفعل إلى يد ذى اليد بدلا من أن يضاف إليه مباشرة وهو أسلوب معروف عند العرب، وهو كقوله ﷿ بِماقَدَّمَتْ يَداكَ [الحج:١٠١]، وفَبِماكَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ [الشورى:٣٠]، وأما إذا أضيف الفعل إليه تعالى ثم عدىّ الفعل بالباء إلى يده مثناة أو مفردة فهذا مما باشرته يده ﵎ ويشهد لما ذكرنا ما جاء فى حديث الشفاعة الطويل الذى فى البخارى عن أنس رضى الله عنه (١٣/ ٤٢٢)، فى قوله ﷺ فى حق آدم وموسى ﵉ يقال لآدم: «أنت الذى خلقك الله بيده»، ولموسى: «أنت الذى اصطفاك الله بكلامه وكتب لك التوارة بيده». والمعنى هنا لا يقصد به =
1 / 232