تبكي الغابات غاب الأثل عنها.
تبكي السهل لا ينهض السرو فيه.
تبكي البستان الظليل لا قفير فيه ولا كرمة.
تبكي المروج المعراة من الأزهار.
تبكي قصرا غادرته الحياة الطويلة.
في الأدب الإنكليزي
لقاء فينوس وأدونيس لشكسبير
ما كادت الشمس تستقبل بوجهها القرمزي آخر وداع من الفجر الباكي حتى مضى أدونيس بخديه الورديين إلى الغاب، كان يحب الصيد ويهزأ بالحب، ومشت عشتروت الكئيبة إليه، ودنت منه بجرأة العاشق قائلة: أنت يا من أنت أجمل مني بثلاث مرات، يا زهرة المرج الطرية التي لا شبيه لطيبها، أنت الذي يكسف حسنه حسن حوريات الماء. يا ألطف الخلق! إنك أشد بياضا من الحمام وأكثر احمرارا من الورد، والطبيعة التي صورتك تناقض نفسها في قولها: إن العالم ينتهي بانتهاء حياتك.
تنازل أيتها الآية العجيبة وترجل عن جوادك واربط في سرجه عنانه المحبوك من فوق رأسه المتعجرف، وإذا أصغيت إلي وأوليتني هذه المنة علمتك ألف نجوى لذيذة عذبة. تعال واجلس حيث لا أفعى دنست الأرض، وحين تقعد أغمرك بالقبل، لماذا أنت مطبق شفتيك لا تشبعهما من القبل، تجوعهما مع أنهما خصبتان بالنضارة؟
قالت هذا وأمسكت كفه الممتلئة حياة وهي ترتجف غراما، ثم جمعت قواها وهي في ملء اضطرابها لتحدره عن فرسه، أمسكت لجام الفرس بيد، وبالأخرى ذاك الصبي الطري وقد احمرت وجنتاه حياء وأظهر بحركة من شفتيه نفوره، كانت عشتروت الممتلئة شهوة محمرة كالجمرة لاشتعالها بحرارة الحب، وكان هو باردا محمر الوجه من الخجل، ربطت فرسه وحاولت ربطه بقوتها البدنية لا باستسلامه إليها.
Shafi da ba'a sani ba