الاربعون حديثا :337
الشرح :
«بأعيانهم» تأكيد لضمير(عرفهم) ، فالمعنى أعرفهم بأنفسهم حتى يتحددوا ويتشخصوا ولا يلتبسوا عليك ، مثل أن تقول رأيته بعينه . وقوله «كل شيء فيه حلالا وحرام فهو لك حلال حتى تعرف الحرام بعينه» . إن المحقق المحدث المجلسي رحمه الله قد أبدى احتمالات عديدة ، وقال في هذا المقام إن الاحتمال المتعين والواضح لا يكون شيئا من ذلك ، وإن تلك الاحتمالات أيضا في منتهى البعد . وقال : بأعيانهم أي بخواصهم وأفعالهم المخصوصة بهم أو بالشاهد والحاضر من أفعالهم ، ثم قال بعد ذلك وقيل بأعيانهم أي أقسامهم ومفهومات أصنافهم ، وقيل : المراد بأعيانهم مناظرهم من هيئتهم وأوضاعهم كالتسربل بالخشوع . وغير ذلك من الاحتمالات البعيدة .
قوله : «وصفاتهم» ان المقصود من الأوصاف ، الحالات التي تتبع الملكات والأغراض لهذه الصفات الثلاثة مثل مؤذ ، مراء ، متعرض ... فبهذه الأوصاف يتم تعريف أحوالهم ويتشخصون بأعيانهم .
والجهل : خلاف العلم ، ولعل المقصود منه هنا ، إخفاء الحق أو التجاهل ورفض قبول الحق . ونحن سنشرح هذا الموضوع أكثر مما ذكرناه هنا . وقال المجلسي : الجهل : السفاهة وترك الحلم ، وقيل : ضد العقل .
والمراء : الجدال في الرأي والحديث ، ومنه مادة جدل التي هي من الصناعات الخمس المذكورة في المنطق . يقال : ماريت الرجل أماريه مراء ؛ إذا جادلته . كما ورد في صحاح الجوهري . وهذا الكلام وإن كان مطلقا يعم الجدل المنطقي وغيره ولكن الظاهر هو ما ذكرناه . وفي المقام احتمال آخرسنأتي على ذكره في أحد الفصول القادمة .
و«الإستطالة» : طلب الرفعة . والختل بفتح الخاء المعجمة وسكون التاء بمعنى الخدعة الاربعون حديثا :338
Shafi 337