291

Arba'in Hadisai

الاربعون حديثا

Nau'ikan

الاربعون حديثا :295

واذا كان المستمع من اهل الصلاح ، رغب المستغيب في الاستغابة نتيجة مواقفه ذات الطابع الديني حين استماع الغيبة ، من الاشتغال بذكر الله او الاستغفار او أمور أخرى التي تعد من الوسائل الشيطانية للإتجاه الى المعصية الكبيرة ، بذكر الله تعالى .

ومن الممكن ان يكون الحديث الشريف الذي يضاعف وزر المستمع للغيبة اكثر من وزر المغتاب سبعين مرة اشارة لهؤلاء الاشخاص يستمعون الغيبة ويشجعون المستغيب من خلال مواقفهم الدينية ظاهرا على المضي فيها نعوذ بالله منه .

تتميم: كلام الشهيد الثاني رحمه الله

للشيخ الجليل والمحقق العظيم الشهيد السعيد الشهيد الثاني رضوان الله عليه كلام نختم هذا المقام به ، قال:

«ومن أضر انواع الغيبة ، غيبة المتسمين بالفهم والعلم المرائين فإنهم يفهمون المقصود على صفة اهل الصلاح والتقوى ليظهروا من انفسهم التعفف عن الغيبة ويفهمون المقصود ولا يدرون بجهلهم انهم جمعوا بين فاحشتين الرياء والغيبة ، وذلك مثل أن يذكر عنده انسان فيقول الحمد لله الذي لم يبتلينا بحب الرياسة او حب الدنيا او بالتكيف بالكيفية الفلانية ، او يقول نعوذ بالله من قلة الحياء او من سوء التوفيق او نسأل الله ان يعصمنا من كذا بل مجرد الحمد على شيء اذا علم منه اتصاف المحدث عنه بما ينافيه ونحو ذلك فإنه يغتابه بلفظ الدعاء وسمت أهل الصلاح . وإنما قصده ان يذكر عيبه بضرب من الكلام المشتمل على الغيبة والرياء ، ودعوى الخلاص من الرذائل ، وهو عنوان الوقوع فيها ، بل في أفحشها ومن ذلك أنه قد يقدم مدح من يريد غيبته فيقول ما أحسن أحوال فلان ما كان يقصر في العبادات ، ولكن قد اعتراه فتور وابتلى بما يبتلي به كلنا وهو قلة الصبر فيذكر نفسه بالذم ، ومقصوده أن يذم غيره ، وأن يمدح نفسه بالتشبه بالصالحين في ذم انفسهم فيكون مغتابا مرائيا ، مزكيا نفسه ، فيجمع بين ثلاث فواحش ، وهو يظن بجهله انه من الصالحين المتعففين عن الغيبة ، هكذا يلعب الشيطان بأهل الجهل اذا اشتغلوا بالعلم والعمل من غير ان يتقنوا الطريق فيتبعهم ويحبط بمكائده عملهم ويضحك عليهم ويسخر منهم .

ومن ذلك ان يذكر ذاكر عيب انسان فلا ينتبه له بعض الحاضرين فيقول سبحان الله ما اعجب هذا حتى يصغي الغافل الى المغتاب ويعلم ما يقوله ، فيذكر الله سبحانه ، ويستعمل اسمه آلة في تحقيق خبثه وباطله وهو يمن على الله بذكره جهلا وغرورا ومن ذلك ان يقول جرى الاربعون حديثا :296

Shafi 295