الاربعون حديثا :163
الشرح :
«الهوى» في اللغة «حب الشيء» و«اشتهاؤه» من دون فرق في ان يكون المتعلق امرا حسنا ممدوحا ، او قبيحا مذموما . او لان النفس بمقتضى الطبيعة ، تميل الى الشهوات الباطلة والاهواء النفسية ، لولا العقل والشرع اللذان يكبحانها (1) . اما احتمال الحقيقة الشرعية كما يقول بعض المحققين فمستبعد .
اما «الصد» عن الشيء فمعناه المنع والاعراض والإنصراف عنه . وهي معان تناسب الكلمة ، الا ان المعنى المقصود هنا هو المنع والإنصراف عن الشيء ، اذ ان الصد بمعنى الاعراض يكون لازما لا متعديا .
وسوف نحاول ، ان شاء الله ، من خلال مقامين اثنين ان نوضح فساد هاتين الصفتين ، وكيف تقوم الاولى بالمنع عن الحق . وتقوم الثانية بنسيان الآخرة . طالبين من الله التوفيق :
المقام الاول: في ذم اتباع هوى النفس
وفيه فصول
فصل: في بيان ان الانسان عند ولادته يكون حيوانا بالفعل
اعلم ان النفس الانسانية ، على الرغم من كونها في معنى من المعاني الخارجة عن نطاق بحثنا مفطورة على التوحيد ، بل هي مفطورة على جميع العقائد الحقة . ولكنها منذ ولادتها وخروجها الى هذا العالم تنمو معها الميول النفسية والشهوات الحيوانية ، الا من ايده الاربعون حديثا :164
Shafi 163