المبحث الثالث: الثناء على أهل أحد١
قد جاء الثناء في كتاب الله ﷿ وسنة نبيه ﵊ على تلك الفئة المؤمنة من الصحابة ﵃ الذين حضروا موقعة أحد بغية نصرة دين الله - تعالى - ونصرة سيد الخلق المبعوث بدين الإسلام الذي ارتضاه الله لعباده الله لعباده دينًا وكانت موقعة أحد في نصف شوال في السنة الثالثة للهجرة أول نهار السبت٢ وفي فتح الباري لإحدى عشرة ليلة خلت منه، وقيل لسبع، وقيل لثمان، وقيل لتسع"٣.
وذلك "لما قتل الله أشراف قريش ببدر، وأصيبوا بمصيبة لم يصابوا بمثلها ورأس فيهم أبو سفيان بن حرب لذهاب أكابرهم ... أخذ يؤلب على رسول الله ﷺ وعلى المسلمين ويجمع الجموع، فجمع قريبًا من ثلاثة آلاف من قريش والخلفاء والأحابيش وجاءوا بنسائهم لئلا يفروا وليحاموا عنهن، ثم أقبل بهم نحو المدينة، فنزل قريبًا من جبل أحد بمكان يقال له عينين ... واستشار رسول الله ﷺ أصحابه أيخرج إليهم، أم يمكث في المدينة؟ وكان رأيه ألا يخرجوا من المدينة وأن يتحصنوا بها فإن دخلوها قاتلهم المسلمون على أفواه الأزقة، والنساء من فوق البيوت ووافقه على هذا الرأي عبد الله بن أبي، وكان هو الرأي فبادر جماعة من
١ـ قال السهيلي: سمي أحدًا لتوحده وانقطاعه عن جبال أخرى هناك أ. هـ الروض الأنف ٥/٤٤٨ وبهذا قال ابن كثير في البداية والنهاية ٤/١١، وانظر: فتح الباري ٧/٣٧٦-٣٧٨، لوامع البهية ٢/٣٦٧، وأحد جبل معروف يقع شمال المدينة.
٢ـ تاريخ الأمم والملوك ٢/٤٩٩، جامع البيان ٤/٧٠، تفسير البغوي مع الخازن ١/٣٤٤، الكامل في التاريخ ٢/١٥٠.١٤٨، البداية والنهاية ٤/١١، تفسير القرآن العظيم ٢/١٠٤.
٣ـ فتح الباري ٧/٣٤٦.