97

Approach to Da'wah in Light of Contemporary Reality

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

Mai Buga Littafi

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Nau'ikan

وعدم العمل بالعلم، وما يدعو إليه الداعية، يوحي إلى الناس فساد الدعوة، وكذب الداعي، مما يُورث النفور والاستهجان.
ولهذا كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، متنبهين أشد التنبه لهذا.
فكان أحدهم -وهو نبي الله شعيب ﷺ يقول لقومه: ﴿وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىَ مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ..﴾ [هود: ٨٨]
بل إن الأنبياء والرسل جميعًا، كانوا يتصفون بالصدق قبل بعثتهم، وما صفة الأمين التي وُصِفَ بها النبي ﷺ قبل بعثته بغائبة يومئذ عن أذهان العرب (١) وكذلك قول قوم صالح لصالح: ﴿يَاصَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا ..﴾ الآية. [هود: ٦٢]
فهي شهادة من أعدائه بصدقه، وعلوِّ منزلته فيهم قبل البعثة.
هذا من جهة المدعوين، وأما من حيث ربُّ الدعوةِ والمدعوين وأجره، فإن للداعية العامل بما يدعو إليه أجرًا عظيمًا عند الله.
وقد سبقت الأدلة على ما للداعية من أجر عظيم على دعوته، وإخلاصه في باب فضل الدعوة، مما لا حاجة لتكرارها.
وكما أمر الله ﷿ بالعمل بما يدعو إليه الداعية، حذر من مغبة عدم العمل بما يدعو إليه.
قال تعالى: ﴿يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ﴾. [الصف: ٢، ٣]

(١) أخرجه أحمد (١٥٥٤٣) بلفظ: فجاء النبي ﷺ - قبل البعثة- فقالوا: أتاكم الأمين ..

1 / 99