المبحث الثاني: أهم صفات الداعية:
الأولى: الإخلاص والتقوى:
إن دعوة الإسلام ليست كأي دعوة من الدعوات التي يكفي فيها أن يتحدث الإنسان عن دعوته، دون أن يكون مؤمنًا بها مخلصًا لها. عاملًا بصدقٍ بمبادئها.
إن دعوة الإسلام تشترط على أصحابها، أن يكونوا أتقياء في أنفسهم، صادقين في دعوتهم، مخلصين في نياتهم، كي يحققوا نجاحهم في دعوتهم، وينالوا أجرهم عند ربهم.
وهذا شرط في كل عمل من أعمال الإسلام، ومن أجلّها الدعوة إلى الله تعالى.
قال تعالى: ﴿أَلا لِلّهِ الدّينُ الْخَالِصُ ..﴾ الآية. [الزمر: ٣]
وقال سبحانه: ﴿قل إنى أُمرت أن أعبد الله مخلصًا له الدين ..﴾ الآية. [الزمر: ١١]
وكلما كان الإخلاص أصدق، والإيمان أقوى، كان التوفيق أعظم، والأجر أكبر.
والتقوى لازمة للداعية، لزوم الماء للشجر، والروح للجسد، وهي العمل بدين الله ظاهرًا وباطنًا، وبخاصة فيما يدعو إليه، وإنّ امرءًا لا يعمل بما يدعو إليه، حري أن لا يوفقه الله ﷿ إلى ذلك، ولا يقبل منه عمله.
قال تعالى: ﴿إِنّمَا يَتَقَبّلُ اللهُ مِنَ الْمُتّقِينَ﴾. [المائدة: ٢٧]