198

Hasken Annabi

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

Nau'ikan

واللاهوتية، فلم يكن أثبت له في الأسماء من هذا الاسم ولا أتم إحاطة، فالعبد بالله قائم، كما كان يقول (صلى الله عليه وسلم): «أإنا بك! (1)».

وكما قال لعلي رضي الله عنه في نقش خاتمه: «نحن بالله (2)».

فإذا نطق الناطق بهذا الاسم: (عبد الله) أحاط إحاطة كمال بالبادي العبداني، فدخل كل تفصيل في ضمن نطقه ومعناه وحقيقته، كما انتظم اسم العظيم (الله) جميع أسمائه مما لا يناله الإحصاء، كذلك اسمه (العبد) ينتظم من أسمائه (صلى الله عليه وسلم) مما لا يناله الإحصاء.

كذلك كان يقول (صلى الله عليه وسلم): «قولوا: عبد الله (3)»؛ ولأن سائر الأسماء التي هي من أوصاف تجليات الله عن اسمه مما يسلمها العبد إلى ربه؛ لأنها مشقوقة من أسماء الله وأوصافه، كما قال (صلى الله عليه وسلم): «أنا الذي شق الله اسمي من اسمه، فالله محمود وأنا محمد ولا فخر (4)»، وسائر أسمائه تفاضيل من معنى ما يجمعه له (محمد) إلا اسم (العبد)؛ فإنه ليس له بمشوق من اسم من أسماء الله تعالى، فكان أصل كل اسم له، فأسلم الله ما سواه أداء لأمانته، فكذلك كان يقول (صلى الله عليه وسلم): «لا تضروني كما أضرت النصارى عيسى، ولكن قولوا: عبد الله (5)»، فاستثبت ما هو ثابت، وأسلم لله ما هو له لا لسواه، وليس للعبد إلا اسم العبد ولله كل شيء، فعبد الله اسم ملء وإحاطة لا يدع شيئا، ولذلك أحب الأسماء إلى الله (عبد الله)، و(عبد الله) لا يتطرق إليه تعبد لشيء سواه بما حجب الخلق وأبق بهم عن استخلاص العبودية لله، حتى لم يصح كمالا إلا لعبد الله محمد رسول الله؛ لأن من رغب في شيء فقد عبده وصار عبده، والمرء رق ما استولى عليه أمر من أمر الدنيا أو أمر من أمر الآخرة أو أمر مما سوى الله، فهو عبد ذلك الشيء لا عبد الله، حتى يكون كما قال (صلى الله عليه وسلم): «تعس عبد الديا نار وعبد الدرهم وعبد الخميصة (6)».

Shafi 265