واحتوى معجم شيوخه على ألف وثلاثمائة شيخ.(1) واتصل الذهبي اتصالا وثيقا بثلاثة من شيوخ ذلك العصر, وهم: جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي (654ه - 742ه)، وتقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم المعروف بابن تيمية الحراني (661ه - 728ه)، وعلم الدين أبو محمد القاسم بن محمد البرزالي (665ه - 739ه)، وأحبهم وترافق معهم طيلة حياته، وتأثر بهم تأثرا عظيما، لا سيما شيخ الإسلام ابن تيمية الذي قال عنه الذهبي: "وهو أكبر من أن ينبه مثلي على نعوته، فلو حلفت بين الركن والمقام لحلفت أني ما رأيت بعيني مثله، ولا والله رأى هو مثل نفسه في العلم"(2). وقد خالفه الذهبي مع ذلك في مسائل، وانتقده في بعض آرائه حتى أرسل إليه نصيحة مكتوبة في بعض ذلك.(3)
وقال عنه في تذكرة الحفاظ: "وقد انفرد بفتاوى نيل من عرضه لأجلها، وهي مغمورة في بحر علمه، فالله تعالى يسامحه ويرضى عنه، فما رأيت مثله، وكل أحد من الأمة فيؤخذ من قوله ويترك، فكان ماذا؟"(4).
المطلب الثاني: شمائله وأخلاقه .
قال تلميذه تقي الدين ابن رافع السلامي(ت774ه):
"كان خيرا، صالحا، متواضعا، حسن الخلق، حلو المحاضرة. غالب أوقاته في الجمع والاختصار والاشتغال بالعبادة. له ورد بالليل، وعنده مروءة وعصبية وكرم".
وقال الزركشي (ت794ه):
".. مع ما كان عليه من الزهد التام، والإيثار العام، والسبق إلى الخيرات، والرغبة بما هو آت".
المطلب الثالث: منزلته العلمية .
Shafi 9