مرض عبد الله ابن مسعود فعاده الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنهما وقال له: ما تشتكي؟ قال ابن مسعود: ذنوبي. قال: فما تشتهي؟ قال: رحمة الله. قال: ألا آمر لك بطبيب؟ قال: الطبيب أمرضني. قال: ألا آمر لك بعطاء؟ قال: لا حاجة لي فيه (1/498).
حسن إسلام أبي سفيان:
أبو سفيان بن حرب رأس قريش وقائدهم يوم أحد ويوم الخندق. وله هنات وأمور صعبة، لكن تداركه الله بالإسلام يوم الفتح فأسلم شبه مكره خائف، ثم بعد أيام صلح إسلامه.
وكان من دهاة العرب، ومن أهل الرأي والشرف فيهم، فشهد حنينا، وأعطاه صهره رسول الله ^ من الغنائم مائة من الإبل، وأربعين أوقية من الدراهم يتألفه بذلك، ففرغ عن عبادة "هبل" ومال إلى الإسلام.
وشهد قتال الطائف، فقلعت عينه حينئذ، ثم قلعت الأخرى يوم اليرموك. وكان يومئذ قد حسن إن شاء الله إيمانه، فإنه كان يومئذ يحرض على الجهاد، وكان تحت راية ولده يزيد، فكان يصيح: يا نصر الله اقترب! وكان يقف على الكراديس(1) يذكر، ويقول: الله الله ، إنكم أنصار الإسلام ودارة العرب، وهؤلاء أنصار الشرك ودارة الروم. اللهم هذا يوم من أيامك، اللهم أنزل نصرك.
فإن صح هذا عنه فإنه يغبط بذلك. ولا ريب أن حديثه عن هرقل وكتاب النبي ^ يدل على إيمانه، ولله الحمد (3/106-107).
مثال في متابعة الصحابة للرسول ^:
عن ابن أبي ليلى أن عبد الله بن رواحة أتى النبي ^ وهو يخطب فسمعه وهو يقول: "اجلسوا"، فجلس مكانه خارج المسجد حتى فرغ من خطبته. فبلغ ذلك النبي ^ فقال: "زادك الله حرصا على طواعية الله ورسوله". مرسل صحيح (1/232).
أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -:
روى مسلم أن النبي ^ قال لأبي ذر - مع قوة بدنه وشجاعته - :"يا أبا ذر ! إني أراك ضعيفا، وإني أحب لك ما أحب لنفسي. لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم".
Shafi 28